سأحبك بعد الثورة!
بعد انتهائنا من عصر الهمجية
وتوديعنا لوجوه العنجهية
فأنا الآن كأية فتاة دمشقية
لا ألقي بالًا للرومانسية
ويداي لا تجيدان قطف زهور حب وردية
سأحبك
حين نحظى بالحرية
فحماة تعيش مجزرة دموية
وحمص تبكي وترثي ضحكات طفولية
والأرض تكتسي بدماء حورانية
رمضان هل هلاله النــــوراني مرحى بشهر الصوم والغفران
يا سيد الزمن الذي توجتــــــــه لما حبيت تنزل القـــــــــــــــرآن
هذا شذاك تقى حباأيامنــــــــــــــــا كم شابها من دانس الأضغــــــان
المسلمون استقبلوك حفــــــاوة فثوابهم عتق من النيــــــــــران
ونهارهم صوم وذكر دائـــــــــم وقيام ليل غاية الأبــــــــــــــدان
يا ويحها قلوبنا وقد تحجّرت
فأقفرت
من العاطفة تبلّدت
فلم يعد يردّها قربى
ولا شريعة رادعة
ولم تعد ترضى برزق الله
أطماع الحقود ما لها خاتمة
تنعى لنا الأحداث
ما يبدّد الأفراح
من أيامنا الحالمة
فتغرق الدنيا بطوفان الأسى
فمن له النجاة والعافية؟
إن كنتَ تسمعني و تنصتُ جيّدا :
.................. " ما عادَ حبُّكَ لي عزيزاً سيّدا "
ما بعتُه أو خنتُه و نسيتُه
..................لكن رفضتُ بأن يكونَ ممجدا
حين ابتدأتَ الصدَّ كنتُ كريمةً
..................و بذلتُ أسباب اللقاءِ بلا هدى
البحرُ حبرٌ واليراعُ صَواري .. وصحائفُ التاريخِ فيه جوارِ
نضّاحةٌ بقصيص ركبان الألى .. وضّاحة لفرائد الآثارِ
سل أهل مكة كيف باتوا أخوة .. من بعد هجرتها مع الأنصارِ
"سلمانُ منّا" آل بيتِ نبوةٍ .. و بلالُ صوتُ العربِ والأحرارِ
نطقَ الهزارُ,فغرّدتْ أغصانُ
فتنادمَ العشّاقُ والخلاّ نُ
فاتى إليَّ الشّعرُ والغدرانُ
واستمتعَ الولْهانُ والظمآ نُ
أقبلْ إليَّ فإنّكَ الفنّان
وكم أقضي مساحاتِ .. من الأوقات في ذاتي
أردّ الذكرى والذكرى .. وأسرح في متاهاتِ
الصفحة 12 من 69