الثقب الأزرق
- التفاصيل
- قصص
- قصص قصيرة
- في: الأربعاء، 27 حزيران/يونيو 2018 17:04
- حياة الياقوت
- القراءات: 3721
"طق، طق." ويبتلع الثقب الأزرق سبعة دقائق ونصف من وقته عن طيب خاطر. ينفرج الثقب أكثر، يتمدّد مثل مجرّة شرهة، يقف حائلا بينه وبين الرؤية، "طااااااااط"، بوقٌ شرس، يلمحُ الفتى السائقَ الذي كاد أن يصدم به وهو يهز قبضته بغضب.
يشيح الفتى بوجهه عن الثقب قليلا، ينتابه عتب خفيف متبوع بشوق مَرَضِيّ للثقب الأزرق. يعود إليه، لكن هذه المرة سيكون أكثر حذرا، عين على الطريق وعين على صديقه الأزرق. يلمس الثقب الأثيري بحنان كما لو كان يلمس غيمة خُرافية. شعور النشوة يعتريه، شعور يخفف عنه وعثاء الطريق المزدحمة والحر الممزوج بعوادم السيارات الذي يشعر أنه يتسرب إليه رغم إحكام منافذ سيارته الحديثة. يخرّ وقته المهدور في الثقب الأزرق، ويشعر الفتى بأنه مدين للثقب الأزرق. فماذا كل سيحدث لكل هذه الدقائق لولا أن تصدى الثقب الأزرق الجواد لها.