المكتب
- التفاصيل
- قصص
- في: الجمعة، 29 آذار/مارس 2013 10:18
- عمر مناصرية
- القراءات: 5864
إنها نفس الأشياء دوما تواجهه، المكتب الصغير، الذي يتداعى كلما أدخل ركبيته معا تحته ليجلس على كرسيه، الأوراق المكدسة نفسها قرب الشباك المفتوح، الأيدي المنتظرة التي لكثرة ما رآها، راح يحفظها عن ظهر قلب: أيدي الحرفيين الخشنة التي تكدح طوال النهار، وأيدي التجار المتملصة، أيدي المعلمين الناعمة، وأيدي الفتيان المقبلين على رحلة الأوراق الشاقة، ....ولذلك لم يكن ينظر إلى الوجوه أو إلى الأعين إلا قليلا، حين يبدأ العمل، أو حين يضطره أحدهم إلى ذلك، أو حين يرى يدين ناعمتين جدا، من تلك الأيدي التي تشي عن نفسها وعن الترف الذي هي فيه.