صدر عن دار الفكر بدمشق قبل أيام كتاب بعنوان: اليهود في مسرح علي أحمد باكثير، تأليف: د. عبد الحكيم الزبيدي.الكتاب يتناول اليهود وقضية فلسطين في مسرحيات الكاتب علي أحمد باكثير، ويرى المؤلف أن باكثير كان أول من تناول هذه القضية في المسرح في الأدب العربي، وأنه تناول هذه القضية في كثير من مسرحياته بطرق مباشرة وغير مباشرة.
فمن المسرحيات التي تعرضت لليهود والقضية الفلسطينية بشكل مباشر: شيلوك الجديد، وشعب الله المختار، وإله إسرائيل، والتوراة الضائعة. أما المسرحيات التي تعرضت لليهود وقضية فلسطين بطريقة غير مباشرة فهي: مأساة أوديب، وإمبراطورية في المزاد، وحرب البسوس، بالإضافة إلى المسرحيات السياسية القصيرة المجموعة في كتاب (مسرح السياسة).
وقد خصص المؤلف الفصل الثالث لتناول الخصائص التي تميز بها باكثير بين معاصريه من الأدباء والكتاب. ورأى أن باكثير كان يستخدم المسرح كأداة لتبصير الأمة بالأخطار المحيطة بها، وإثارة الرأي العام حتى يعمل على حل المشكلات التي يعاني منها. كما كان باكثير ملتزماً بالقيم والأخلاق الإسلامية في كل ما كتب من أدب، كما تميز بعمق الدراسة للمواضيع التي يتناولها والإحاطه بأدق تفاصيلها مما أعطى لأدبه قيمة كبيرة.كما تحدث المؤلف عن روح التفاؤل والثقة بالنصر وغلبة الحق التي تشيع في كل أعمال باكثير. وكذلك تحدث عن ميزة أخرى تفرد بها باكثير بين أدباء عصره، وهي نفاذ البصيرة والنظرة الثاقبة للأحداث، التي أعانته على التنبوء بأحداث المستقبل وهي ما تزال جنيناً في رحم الغيب.
وقد جاءت معظم هذه الأحداث كما توقعها باكثير. كذلك تميز أسلوب باكثير بإستخدام الفكاهة الجادة في تناول الموضوعات السياسية، ليكون بذلك رائداً لهذا المجال في الأدب المسرحي.
وأخيراً فقد التزم باكثير بالإنصاف في كل أعماله المسرحية التي تناولت اليهود. فهو لم يقتصر على تصوير الشخصيات اليهودية التي تمثل الجانب الشرير وحده بل عرض للكثير من الشخصيات اليهودية الإيجابية التي ترفض الحركة الصهيونية التي تقوم على مبدأ التمييز العنصري وترفض المقومات التي قامت عليها دولة إسرائيل. كما أنه كان من دعاة السلام العالمي ولم يدع إلى استخدام المقاومة المسلحة إلا لرد العدوان.