كنا ننتظر أن  تقوم ثورة، أو أن يحدث شيء ما  ليغير من الطريق التي كانت تسير فيه البلاد، وقامت ثورة يناير ففرحنا وهللنا  وكبرنا وسجدنا فرحًا، وبدأ كل واحد منا يرسم  في خياله  شكل مصر الجديدة التي يردها.
وبعد مناوشات وتحرشات بدأت الدولة  تتحرك  للأمام، ودارت عجلة الديمقراطية وجاءت الانتخابات البرلمانية (شعب وشورى) وكانت أول انتخابات  نزيهة بنسبة كبيرة جدا بغض النظر عما شابها من بعض الأخطاء، بعدها جاءت الانتخابات الرئاسية وبعد قراءة كل برامج المرشحين قمت بالتصويت لأبو الفتوح وكنت معجبا ببرنامج العوا. وحينما سقط  الاثنان في الجولة الأولى وصعد شفيق ومرسي للجولة النهائية  قمت بمقاطعة الانتخابات.



وفي الإستفتاء على الدستور كان لي بعض الاعتراضات على بعض المواد، لكني كنت أقول لنفسي  هناك بعض الدساتير أكثر من رائعة ولكنها لا يطبق منها شيء. فلنصبر ولا نتعجل في الحكم، فنحن مازلنا في روضة الديمقراطية.
ومر عام على حكم مرسي وكانت لي اعتراضات بالجملة على آداء مرسي وحكومة قنديل لكني كنت أهمس لنفسي بأن نعتبر أنفسنا نسير  في الصحراء بسيارة سرعتها 20 كم وهذا أفضل من أن ننزل من السيارة لنبحث عن سيارة أسرع، فلنعبر الصحراء وبعدها نُلقي بالسيارة في أقرب مدفن سيارات.
ومرة واحدة ماتت الديمقراطية ورجعنا لما بعد مربع الصفر بعد أن عزل الفريق السيسي الرئيس المنتخب مرسي وسالت أنهار الدماء، وجاءت ثالثة الاثافي متمثلة في خروج مبارك براءة، ولا نعرف إلى أين يسير بنا الطريق.

يبدو أن حرية الرأي  والتعبير ماتت هي الأخرى بعد أن تم قتل العملية الديمقراطية وإذا أردت أن تعبر عن رأيك عن طريق  مواقع التواصل الاجتماعي  تجد رسالة على حسابك تقول لك" أن معجب بحماسك السياسي لكن لي عليك لوم ، اجتنب هذا الطريق مراعاة لطغيان السفهاء"
يعني لِمَّ نفسك أحسن لك.
****
الإعلام وما أدراك ما يفعله بالبسطاء، فالأعلام  أفضل أداة  للسيطرة على  العقول  وتوجيه الرأي العام، ولكن في الفترة الاخيرة  ظهرت  حقيقة  سحرة فرعون  على  حقيقتهم ، فتجد من يقول أن هناك كرة ارضية  تحت الارض وأخرى تقول أن لأوباما أخًا من الإخوان، وهو من يرتب لهم بعض الامور.
ارحمونا يرحمكم الله، من يريد أن  يهاجم أو يطعن أو يكشكك في جماعة أو فريق أو حزب او شخص فعلى الأقل يجب أن يكون منطقيا، وأن يتكلم بكلام معقول.
وعلى رأي المثل إذا كان المتحدث ...  فالمستمع عاقل أو هذا ما يجب أن يكون عليه قبل أن يلعب الإعلام بعقله.

عندما تجد أناسا يتهمونك بأنك إرهابي أو متطرف أو مجرم لأنك تستنكر إراقة الدماء المصرية أيًا كان انتماؤها وعندما تُتهم بالتطرف الفكري وأنت تحاول ان تكشف خيوط المؤامرة التي تحاك على الوطن ،  فيجب أن تعرف أنك أمام أشخاص سلبت إنسانيتهم قبل أن تموت ضمائرهم ، أشخاص حولهم الإعلام إلى أداة تلقي لما يقول فقط. ربنا احفظ مصر واحقن دماء أبنائها. واهدِ الجميع.


 تدقيق: لجين قطب.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية