نعيش أيام شهر رمضان المبارك شهر الخير والنور، والمفترض أن يتوحد المسلمين فيه روحيا ومعنويا ولكن كما هو ظاهر انقسام الناس في هذا الشهر الجليل إلى صنفين:صنف يستغرق طاقته وجهده في القيام والتعبد والأعمال الصالحة وتربية الذات على مقاومة الشهوات ومراجعة النفس الدائمة، وصنف آخر من البشر يغتر برواج تجارة الفضائيات وتجارة الأطعمة بسبب النشاط المتزايد من قبل أصحاب المراكز والمجمعات والمحال التي تطرح أشكال متعددة من العروض والمنتجات ومن جانب آخر أيضا يستعد أصحاب الفضائيات لبث المسلسلات ونشر الفوازير التي لا تراعي في غالبيتها حرمة الصوم ولا قيمة هذا الشهر الفضيل.

 لذا تجد كثير من الناس ينفقون أوقاتهم الثمينة جلها في مشاهدة أصناف المسلسلات والبرامج الترفيهية، بل يلهثون وراء مختلف الأطعمة والأشربة حتى تمتلأ بطونهم حد التخمة فيصيبهم العجز عن القيام بواجبات الشهر الفضيل، وبالتالي يتحول الشهر الكريم إلى شهر تسوق تنتشر فيه هستيريا الشراء التي تستنفذ ما في الجيوب، كما إنه تحول بفعل هذه الافعال إلى ساحة لمشاهدة الافلام وعرض الفوازير الرمضانية والتنقل عبر الفضائيات لمتابعة أصناف المسلسلات.


ومما يحز في النفس تكاثر العادات السيئة في أيام رمضان مثل شرب الشيشة والسهر لساعات متأخرة من الليل والنوم صباحا واهمال الاعمال والاشغال الضرورية والإنشغال بالبرامج الترفيهية والمسابقات الرياضية.


فهل هذا التفاعل المطلوب مع رمضان وروحانياته الجميلة، أم أن اوقاته الجليلة مهدورة وبركاته ضائعة سدى بدون استغلال، وهل نحن بحاجة لاستهلاك الوقت فيما لا يرضي الله؟ أم نحن بحاجة لكل دقيقة لانتهاز الفرصة من أجل الفوز بكثير من أنوار ومنح هذا الشهر الفضيل، وهل نحن بحاجة لحشو البطون بدل حشو العقول بالتفكر والتأمل والعمل على تفريغ القلوب من الهموم والأوجاع؟


نحن نريد الموازنة وتقسيم الوقت بالتساوي بين مختلف الانشطة في أيام رمضان حتى لا نكرر نفس الاسئلة الكثيرة التي تتردد في كل رمضان، ولتتحقق امنياتنا بأن يكون رمضان هذا نقطة الانطلاق نحو الصلاح والتغيير في حياة الفرد والاسرة والمجتمع، أم إننا سننتظر رمضان القادم لنطرح نفس الأسئلة .


عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية