مع اختيار مدينة الأقصر المصرية عاصمة للثقافة العربية هذا العام -2017- بعد اختيارها في العام الماضي عاصمة للسياحة العالمية، تتجه الأنظار دائماً تجاه تلك البقعة الهامة والثرية من أرض مصر والمسجلة ضمن مواقع التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو كمدينة متحفية شاملة منذ عام 1979، والتي تندمج فيها بقايا العصور البائدة مع حاضر البشر في مساحة تقدر بحوالي 416 كيلومتراً مربعاً.
ومدينة الأقصر حالياً هي عاصمة لمحافظة تحمل ذات الاسم بجنوب مصر وتبعد عن القاهرة حوالي 670 كيلومتراً، تحدها شمالاً محافظة قنا وجنوباً محافظة أسوان وشرقاً محافظة البحر الأحمر وغرباً محافظة الوادي الجديد... ولقد حملت مدينة الأقصر العديد من الأسماء قديماً مثل طيبة ومدينة المدن ومدينة الصولجان ومدينة الأبدية ومدينة المائة باب والمدينة القوية، وبعد الفتح العربي الإسلامي لمصر عام 642 ميلادية حملت طيبة اسمها الحالي - الأقصر- نسبة إلي بقايا قصور ومعابد ملوك مصر القديمة الزاخرة بها.
تاريخ طيبة
يرجع تاريخ طيبة إلى العصور الأولي من تاريخ مصر القديمة، ويرجح بداية الاستقرار البشري في تلك المنطقة إلى عصر ما قبل الأسرات (حوالي عام 4000 قبل الميلاد تقريباً)... خاصة بعدما كشفت الحفائر والدراسات عن وجود نشاط حضاري مبكر في مدينة (الكاب) والتي تقع علي بعد حوالي 80 كيلومتراً جنوب طيبة، والاعتقاد بانها كانت عاصمة ملوك الوجه القبلي قبل توحيد شطري مصر علي يد الملك (مينا) حوالي عام 3200 قبل الميلاد... ولكن المؤكد انه خلال عهد الدولة القديمة (منذ عام 2780 حتي 2280 قبل الميلاد تقريباً) أصبحت طيبة جزءاً من مقاطعة مميزة كانت تسمي (واست) - بمعني الصولجان - وحملت الرقم أربعة في ترتيب مقاطعات الوجه القبلي، ومع زيادة نفوذ أمراء طيبة عهد الأسرة الحادية عشرة أصبحت تلك المدينة جزءاً أساسياً من الخريطة السياسية في مصر القديمة، وعند اعتلاء أبنائها عرش البلاد مع بداية الدولة الوسطي (حوالي عام 2070 قبل الميلاد تقريباً) أصبحت طيبة عاصمة للمملكة المصرية - بدلاً من منف (حاليا بلدة "ميت رهينة" جنوب القاهرة) - أغلب فترات الحكم في عهد الأسرات، وطغي معبودها الرئيسي (آمون) علي باقي المعبودات الأخرى فأفرد له الملوك أكبر وأفخم وأعظم المعابد، وخصص له الكهنة الطقوس والمراسم المعقدة، كما تم إدماجه مع معبود الشمس (رع) ليصبح (آمون - رع) المعبود الرئيسي في مصر القديمة ورمز القوة المركزية المطلقة للملك الحاكم... وفيما بعد تم توحيد (آمون) مع المعبود (زيوس)، فأطلق الإغريق كلمة (ديوسبوليس) – أي مدينة زيوس – علي مدينة طيبة وأصبحت من أحد أسمائها.
آثار الأقصر
أقام المصريون القدماء مباني مدينة طيبة علي ضفتي نهر النيل، مدينة الأحياء علي الشاطئ الأيمن (البر الشرقي) والمكونة من المنازل وقصور الملوك والمعابد الضخمة المخصصة للشعائر، ومدينة الأموات علي الشاطئ الأيسر (البر الغربي) والمتضمنة الجبانات والمعابد الجنائزية... ومن أشهر المعالم الأثرية بالبر الشرقي منطقة الكرنك التي تغطي مجالاً زمني يتخطى الألف وسبعمائة عام، ويحوي الكرنك ثلاث مجمعات دينية، هي مجمع آمون الضخم المتضمن معبد (آمون – رع) الكبير – والذي أقيم في بداية الأسرة الثامنة عشر علي انقاض معبد يعود للدولة الوسطي – ويمتاز بصروحه العشرة وقاعة أعمدته الكبرى (134 عموداً أغلبها شيد أثناء فترة الملكين سيتي الأول ورمسيس الثاني عهد الأسرة التاسعة عشر) بالإضافة إلي معابد صغيرة أخري، والي الشمال منه مجمع منتو (معبود كانت عبادته سائدة قبل آمون)، والي الجنوب مجمع موت (وهي معبودة قرنت بآمون مع ابنهما المعبود خنسو مكونين ثالوث طيبة المقدس)... بالإضافة إلي معبد الأقصر (والذي أقامه بصورة رئيسية الملك أمنحتب الثالث من الأسرة الثامنة عشر وأضاف له العديد من الملوك بعد ذلك أهمهم الملك رمسيس الثاني)، وطريق الكباش وأبي الهول حيث كانت تسير فيه المواكب قديماً بين المعابد لإحياء الشعائر المقدسة والأعياد الدينية... أما البر الغربي فيحوي المعابد الجنائزية لكثير من ملوك الدولتين الوسطي والحديثة، أشهرها معبد الدير البحري (للملكة حتشبسوت من الأسرة الثامنة عشر) ومعبد القرنة (للملك سيتي الأول) ومعبد الرمسيوم (للملك رمسيس الثاني) ومدينة هابو (للملك رمسيس الثالث من الأسرة العشرين)، بالإضافة إلي تمثالي ممنون وهما المتبقيان من المعبد الجنائزي الخاص للملك (امنحتب الثالث)... أما جبانة طيبة فتحدها شمالاً وادي الملوك الذي دفن به ملوك الدولة الحديثة وأبنائهم وبعض النبلاء، وجنوباً مدينة هابو ووادي الملكات، وما بينهما تقع جبانات كبار رجال الدولة والأغنياء وعمال بناء المقابر الملكية، وهي سجل زاخر برسوم جدرانها للحياة في مصر القديمة أيام مجد طيبة والإمبراطورية المصرية (وهو مدي زمني للأسرات فائقة الشهرة الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون يبدأ تقريباً منذ عام 1580 وحتي 1085 قبل الميلاد)، ومن أشهر الجبانات (ذراع أبو النجا) و(العساسيف) و(الخوخة) و(دير المدينة) و(قرنة مرعي).
أماكن مميزة في الأقصر
خبيئة العشرين ألف قطعة أثرية
عند زيارة معبد (آمون – رع) الكبير بالكرنك يستوقف الزائر كثرة وتعدد صروح وبوابات هذا المكان الديني الهام الذي استحوذ علي اهتمام كثير من ملوك الدولة الحديثة تقرباً للمعبود (آمون)، فحرصوا علي تشييد بوابات له الواحدة أمام الأخرى وإضافة قاعات أعمدة ومقاصير ومسلات ومعابد صغيرة... وعند التوقف بالفناء القابع بين صرح البوابة السابعة ومعبد آمون يجب أن نعلم إننا نطأ بأقدامنا علي موقع يعد من أهم وأعجب مكتشفات مصر القديمة، ففي بداية القرن العشرين (عام 1903) اكتشف عالما المصريات الفرنسيان (جورج لجران) و(جاستون ماسبيرو) قطع من تمثال ضخم للملك (سيتي الأول) كانت مدفونة في ذلك المكان الذي كان وقتها موحلاً بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، ومع نهاية الحفائر وصل عدد ما كشف واستخرج بتلك الخبيئة حوالي عشرين ألف قطعة ما بين تماثيل وأدوات برونزية وقطع معدنية تعود للعهود منذ الدولة القديمة وحتي العصر البطلمي، ولقد أعطت التماثيل الحجرية في هذا الاكتشاف والبالغ عددها حوالي (800) تمثال خلاصة رائعة لفن النحت المصري القديم... وفسّر بعض العلماء غموض وسبب هذه الدفنة الضخمة إلي عمل بعض الأتقياء في العصور المتأخرة الذين واروا تلك الكنوز التي كانت منصوبة في أرجاء معبد الكرنك لأغراض جنائزية أو سياسية ولكن لم يتم تفسير ذلك علي وجه اليقين.
المقصورتان البيضاء والحمراء... آثار تم تدميرها فبقيت محفوظة!
حادثة أثرية فريدة!... فبينما كان المهندسون والمرممون والأثريون - وعلي رأسهم الفرنسي (هنري شيفرييه) - يقومون بإصلاحات في أساس وبدن الصرح الثالث بمعبد الكرنك والذي أقامه الملك (امنحتب الثالث) تلاحظ أن معظم الأحجار التي خرجت كانت منقوشة وتم انتزاعها من مبان أخرى ترجع إلي عهود أقدم، وما بين عامي 1924 و 1936 تم استخراج الكتل الحجرية وترتيبها، وتلاحظ ان من بينها أحجار تؤلف معبدين كاملين تقريباً أعيد تركيبهما وبنائهما مجدداً... وهما المقصورة الحمراء للملكة (حتشبسوت) والمقصورة البيضاء للملك (سنوسرت الأول) – الأسرة الثانية عشر – وهما من مكونات المتحف المفتوح حالياً بالكرنك... المقصورة البيضاء نموذج نادر جداً من معابد الدولة الوسطي التي اندثرت لاستخدام أحجارها الجيدة والمصنوعة من الحجر الجيري في بناء مبان لاحقة علي مر العصور... ولعل برهان ذلك ما قام به الملك (امنحتب الثالث) من تفكيك المقصورة لاستخدام أحجارها في بناء صرحه بالكرنك، ولكن تشاء الأقدار أن يكون هذا العمل سبباً في حفظ نموذجين منقطعي النظير من معابد مصر القديمة حتي يومنا هذا... ومن أهم نقوش المقصورة البيضاء علي أحد أعمدتها ذات الشكل المستطيل ظهور معبود طيبة القديم (منتو) وهو يتخلى عن مكانته بتقديم الملك للمعبود (آمون)، والذي أصبح وقتها معبوداً رسمياً للمدينة ثم لمصر كلها، كما يلاحظ وجود منحدر يتوسط سلم المعبد الخارجي يعتقد انه كان يستعمل لسحب جرارة تحمل تمثال (آمون) أو مركبه المقدس لوضعه في ناووس بمنتصف المبني لإقامة الشعائر، وتعد تلك المقصورة من أقدم المباني التي أقيمت بتلك المنطقة المقدسة... أما المقصورة الحمراء فقد أقامتها الملكة (حتشبسوت) لأغراض العبادة أيضا بالكرنك ولكن من أحجار الكوارتزيت الحمراء والجرانيت الأسود.
مسجد داخل معبد
علي الجانب الشمالي الشرقي من الردهة الخارجية لمعبد الأقصر- والتي أسسها رمسيس الثاني - نجد مسجداً مشيداً في حضن المعبد، هذا هو مسجد أبي الحجاج الأقصري، وينسب لأحد رجال التقوي والورع ويدعي يوسف الزاهد وكان يكني بأبي الحجاج، وهو من الأشراف الذي ينتهي نسبه إلي الإمام الحسين بن علي (رضي الله عنه)، ولقد ولد ببغداد واستقر به الأمر في الأقصر بعد أن طاف بأرجاء مصر، وتوفي في أواخر العهد الأيوبي (حوالي عام 1240 ميلادية) حيث دفن بضريح داخل المسجد الذي أقيم علي بقايا كنيسة في تلك البقعة، لتمتزج أمام الزائر الحضارات المصرية القديمة والمسيحية والإسلامية لتثبت مقدار العراقة وتسامح الديانات علي مر الزمان... والمسجد له مئذنة عتيقة وشهيرة مبنية بالطوب اللبن تعود لعهد أبي الحجاج نفسه ثم أضيفت مئذنة أخري في العصور اللاحقة، كما أجريت عدة إضافات وتوسعات أخري، وتم ترميم المسجد قديماً وحديثاً.
مقبرة عمدة طيبة ومنقذها
في منطقة (العساسيف) وتحديداً في المقبرة الكبيرة الفاخرة عظيمة النقوش رقم TT34 نجد ان صاحبها كان يتمثل في أعماله بالملوك ولكنه لم يرتد التاج قط، وأول موظف ينقش اسمه علي حزامه، وتماثيله المكتشفة وصلت إلي قمة الإتقان والصدق في عصر نهضة جديد أتي في عهد الأسرة الخامسة والعشرين (منذ عام 730 وحتي 660 قبل الميلاد تقريباً)، انه (منتومحات) عمدة مدينة طيبة وحامل ختم الملك، والذي لعب دوراً مهماً في فترة عصيبة من تاريخ وادي النيل، حيث كانت البلاد تتنازعها ثلاث سلطات، المصريون الذين أرادوا أن تبقى بلادهم حرة، والكوشيون (حكام من السودان) الذين أرادوا السيطرة مرة أخري علي البلاد بعدما أسسوا فيها الأسرة الخامسة والعشرين، والأشوريون الذين كانوا في عز مجدهم الإمبراطوري وأرادوا طرد الكوشيين وضم مصر لهم... ولقد قام (منتومحات) بكل قوة ودهاء بإرضاء القوي الثلاثة حسب الأحوال للخروج بمدينته سالمة من الدمار، وتحقق له ذلك في شيخوخته بمعاصرته للأسرة السادسة والعشرين واستقلال البلاد علي يد الملك (بسمتيك الأول)... ولقد قام هذا الرجل بإصلاحات عظيمة في طيبة بعد التخريب الذي تم بها علي يد الملك الآشوري (آشور بانيبال) عام 667 قبل الميلاد تقريباً.
المقبرة الذهبية التي لم تمس
وهي بالطبع مقبرة الملك الشهير (توت عنخ آمون) – الأسرة الثامنة عشر – والتي تقع في وادي الملوك ببر طيبة الغربي وتحمل الرقم KV62... كشفها البريطاني (هوارد كارتر) عام 1922 بعد أعوام طويلة من الحفائر في تلك المنطقة الثرية... ولقد ظلت تلك الدفنة بكامل كنوزها الباهرة طوال آلاف السنين نتيجة ردم مدخل المقبرة وبناء مقبرة لاحقة أخفت مرقد (توت عنخ آمون) عن أعين وأيدي اللصوص – وهي مقبرة الملك (رمسيس السادس) من الأسرة العشرين - لتحفظ لنا يد الزمان بالمكونات الكاملة لقبر ملك مصري قديم، حيث نري تلك الكنوز بالمتحف المصري بالقاهرة، ومازالت المقبرة تحوي تابوت الدفن الحجري ومومياء الملك الشاب... كما يستطيع الزائر لوادي الملوك أن يري المنزل الذي كان يقطن به (كارتر) أثناء إقامته في تلك المنطقة بالقرب من جبانة (ذراع أبو النجا) شرق الوادي، حيث تم تحويله لمتحف يحوي أدوات التنقيب التي استخدمها (كارتر) ومجموعة صور له أثناء أعمال الحفائر الخاصة به.
مقبرة جميلة الجميلات
حملت منطقة (وادي الملكات) أسماء عديدة أخري مثل الوادي العظيم والوادي الجنوبي ومكان الجمال (تاست نفرو)، وتم تخصيصها كجبانة لدفن نساء الطبقة الملكية منذ بداية الدولة الحديثة... ولم تبدأ الحفائر المنظمة في تلك البقعة إلا بوصول الإيطالي (أرنستو سيكياباريللي) مدير المتحف المصري بمدينة تورينو في ذلك الوقت، وكانت درة اكتشافاته عام 1904 مقبرة الملكة الجميلة (نفرتاري) زوجة الملك (رمسيس الثاني)، والذي أمر بعمل هذه المقبرة الرائعة لزوجته من فرط حبه لها، واعتبرت واحدة من أجمل مقابر المصريين القدماء... تحمل تلك المقبرة الهامة رقم QV66، وتخطت مساحة الرسوم المصورة علي جدرانها وممراتها الخمسمائة متر مربع من الجمال الباهر.
معبد ملك مغتصب، وغطاء تابوت بديع
عندما تولي الملك (مرنبتاح) عرش مصر بعد وفاة أبيه - الملك الشهير (رمسيس الثاني) الذي أنهك موارد البلاد لإقامة مبانيه - لم يجد إرثاً كبيراً ينفق منه لإقامة الآثار الخاصة به، فاغتصب كل ما حلا في عينيه من مباني أسلافه ولم تسلم آثار والده وجده – الملك (سيتي الأول) – من ذلك، ولقد اتبع طريقة فجة تدل علي انعدام الذوق والضمير معاً، حيث نقش اسمه علي كل أثر بعد محو اسم صاحبه الأصلي وكتب اسمه بحروف غليظة خلت من الفن الراقي، مما شوه الكثير من آثار تلك الحقبة الهامة وأضاع ملامح بعضها... ولعل المعبد الجنائزي للملك (مرنبتاح) بالبر الغربي أكبر دليل علي هذه التجاوزات، فقد استخدم هذا الملك أحجار المعبد الجنائزي للملك (أمنحتب الثالث) المجاور له في إقامة معبده هذا، فانتزع الأحجار وهشم اللوحات والتماثيل ليقيم مبناه الذي لم يتبق منه إلا القليل، ولكن يمتاز بأن تخطيط غرفه وأماكن قاعاته وأعمدته واضحة لوجود بقايا القواعد والأجزاء السفلية لعناصره المعمارية... أما مقبرة هذا الملك في وادي الملوك وتحمل الرقم KV8 فقد نهبت في العصور القديمة، ولكن عند قيام (هوارد كارتر) بأعمال تنظيف لتلك المقبرة كشف عن غطاء تابوت الملك تحت أتربة غرفة الدفن، ويعد هذا الغطاء الجرانيتي من أجمل آثار هذا العهد، ويمثل فيه الملك راقداً بهيئة معبود الموتي (أوزوريس) علي مسطح الغطاء المنحوت بمهارة لافتة في هيئة خرطوش ملكي ضخم ومغطي بالنقوش البديعة... ويبلغ طول الغطاء 3.25 متراً وعرضه 1.5 متر.
مدينة الأحياء وسط الموتى... مدينة هابو
علي عكس المتبع والسائد في إنشاء وتخطيط طيبة قديماً قام الملك (رمسيس الثالث) بكسر قاعدة البر الغربي كونه أرضاً للغروب حيث مستقر الموتى بقبورهم وموقع المباني الجنائزية بشتي أشكالها... ففي مدينة هابو التي أقامها هناك تم اكتشاف بقايا قصور للملك كان يعيش فيها بجوار معبده الجنائزي، وقد أحاط هذا المجمع السكني الديني بسور عظيم لا تزال بقاياه واضحة حتي اليوم بالإضافة لغرف الحراس وأبراج المراقبة... ولعل أجمل ما يلاحظه الزائر أثناء تجواله بين أروقة وأعمدة هذا الأثر بقاء الألوان الزاهية للنقوش في مواضع عديدة ووجود مشاهد نادرة لرمسيس الثالث وسط زوجاته، ومشاهد لراقصين ومصارعين ومهرجين وهم يرحبون بالملك عند إطلالته عليهم، بجانب النقوش التقليدية الأخرى مثل انتصارات الحروب والتواجد وسط المعبودات... وفي الجهة الجنوبية للمعبد تحديداً توجد بقايا قصرين في أحدهما حجرة العرش التي بها القاعدة المرمرية حيث كان يوضع عليها، بالإضافة إلي حجرة نوم الملك وبها طوار مرتفع للسرير وحمام وغرفة ملابس الملك وحجرات الحريم... كما دلت الحفائر عن قيام الملك (أمنحتب الثالث) من قبله باتخاذ قرار السكني بالبر الغربي حيث كشف له جنوب مدينة هابو عن بقايا قصر مهيب أقامه بالطوب اللبن بمنطقة (الملقطة).