كم تداعبنا الأحلام في الخروج من مأزق التبعية لكل ماهو سطحي بيننا مهما كانت المبررات الواهية في عالمنا الثقافي الذي اراه منزويا وقابعا في يتم نتيجة طبيعة لغياب المناخ الصحي لكل ماهو إبداعي ؟
وهذا نلمسه جميعا في مجتمعنا العربي الكبير بعمد أقرب إلي الجهل في تبوير عقولنا والنيل منه بكل ماهو رخيص وفوضوي مما أنعكس سلبا علي اجيالانا فلم نعد نري مبدعا أصيلا الا في حالات أستثنائية جدا !
مما يعطينا انطباعا عاما أننا بحاجة ملحة إلي تصحيح أوضاعنا ؟
فأي قيمة نضيفها لنا ونعتز بها بين الأمم ربما نتصور أن الإبداع يكمن في فلسفة العبث بكل ماتحمله من أرهاصات عميقة في أدبنا الحداثي .. وطربنا البهلواني .. وقصائدنا المهاجرة خارج العصر .. رويدا أتعجب من عقولنا التي تحولت إلي وعاء يستفبل دون أن يفكر لكي يطرد اصوات الغربان بلارجعة !
خذ مثلا بعض ما نطلق عليه فن شعبي اليوم ( قصيدة ) مجازا بحبك ياحمار .. بحبك ياحمار ومظلوم الحمار المسكين !
الجسد العاري !
السينما التي فقدت بريقها وتحولت إلي كباريه من أول الحكاية حتي آخرها !
الغناء الفوضوي المزعج بلحن مهجن من قارة مجهولة !
فنحن لانسعي لعودة الماضي انما ننشد حاضرا يشهد لنا ونحقق فيه أمالنا بوعي مدروس وقائم علي منهجية عقل يدير لا ينحني خوفا وكسلا وعجزا ومرضا سرطانيا . أنما منافسا .. مبدعا بلاحدود حتي نخرج من عباءة الأصنام ونسترد حضارتنا وتاريخنا واقلامنا التي جسدت من احلام واقع مازال هو جسر تواصلنا ؟ ولعلنا نراهن علي ثقافة المدونات واتحاد كتاب الانترنت العرب والذي يؤدي دورا محوريا نحو تخطي ثقافة اللاوعي والتي جعلوا الحمار في القصيدة العمياء بطلها بلامنازع ؟
فلماذا لانسعي إلي فك كل الشفرات المعتمة ونستيقظ بهمة كم كان أجدادنا في زمن الفروسية والسيف والشهامة والقدرة علي إبداء رأي وحوار بعكس مانراه سائدا في مسلسل هروبنا .. ادماننا .. صراخنا .. فرقتنا .. تعاويذتنا .. اقلامنا .. مسرحنا .. كتابنا .. جامعا تنا .. دروبنا .. اعلامنا .. فوضويتنا الملعونة ؟
نعم اعلم كم التحديات والاسفار والمعاهدات والاتفاقيات وغير ذلك كثير وكثير في تطرفنا الطبيعي تجاه الحقيقة الغائبة ! مفتاح الطريق ليس بالمستحيل لأننا نملك عقولا وانتمائا ووطن إذا احسنا التعامل مع مفردات العصر وغيرنا من تفكيرنا لأنه وسيلة الحوار الأمن مع النفس فهنا سنكتشف الفرق بين حاضر .. وحاضر .. وربما تكون سطوري فلسفية في نظر البعض لكنها مستمدة من لغة عقل خرج من طور إلي طور ليحلق في الفضاء ومن ثم قرر أن يكون اولايكون وهذا الخروج من جنة الواقع الذي نحياه هو ادماننا لكل الرغبات الضعيفة والتي تنتج كتاب لايقرأ مهما كانت حجم الدعاية والميديا ويقينا أننا لايستهوينا لعبة الشطرنج أوالأعتكاف الفضائي لسمح الله علي كل المواقع العابثة والغارقة في أحلام مراهقة جدا ؟
لذا أعتكف في العشر الأخيرة من رمضان اقرأكتابنا العربي من جديد وانا لست دهشا من واقعنا المتردي والمغيب دائما بأرادتنا نحن العابثين بأوطاننا فلا مسؤلية نتحمل مشاقها وتباعاتها لتكون اسفارنا حدوتة غير مقرءوة وأصواتنا عاجزة وقت الفجر ان تغرد كما كان يغرد بلبلنا العربي في سابق الزمان ؟
أنظر غزة المحاصرة !
تهويد القدس !
أحتلال العراق !
عرقلة قافلة الحرية عن أداء مهمتها الإنسانية !
فساد العقول من فساد الشياطين !
فراية العصيان نرفعها لكل ماهوجاد ونفيس كما كان يذكرنا نزار قباني .. في قصائده العذرية بلقيس .(. قالت لي السمراء ).. والعقاد في( عبقرياته ) يضعنا في اختبار عقلي امام تاريخ وتاريخ ربما كان العقاد يؤرخ لعصرنا لا عصره دون أن يشعرنا بالمصائب وكم العلل التي ابتلي بها بعض من يظنون انهم مبدعون وخارقون للعادة ؟
والدروبي الكبير(النوبلي ) نجيب محفوظ امارة الرواية وقاهر المانش هو الأخر يمنحنا صوت الشحاذ .. واللص .. والكلب .. وثرة فوق النيل .. والكرنك بمكر الباحث عن حل يخرجنا من حماقتنا ويعود بنا إلي زمن السيد عبد الجواد في الثلاثية المعروفة ؟
فيكفينا العجز والدجل في طابور الزواج العرفي الذي حول مجتمع كبير لمآتم باسم حرية عقل ..لا ..حرية وهم ؟
وتذكرت أن (بيت الحكمة) في زمن هارون الرشيد والمأمون عنوانا إبداعنا الذي كان نشيدا يقرأ بفضل يقظة عقل لم يترنح في فوضوية الحجرات المغلقة والشعارات المخدرة والأكاذيب المنمقة ؟
وللقراءة اصول وقواعد في ألية البحث عن عنوان يمطرنا إبداعا في مقدراتنا .. واقعنا الجليدي الذي فرضناه علي أنفسنا لأننا لانصدق غير نبوءة عراف من ديار راقصة ؟
ويقينا لانقبل غير ثقافةجادة ترفرف علينا من جديد تحت مظلة من نثق في نخوتهم ضمائرهم وخير مثال ( مجلة العربي الكويتية ) عربية الثياب والعقل والتي تحتضن كثير وكثير من مقدرات إبداعنا العربي منذ نشئتها التاريخية عام 1958 من القرن العشريني المنصرف عبر أقلام وأقلام علي رأسها المفكر العربي الكبير الدكتور سليمان العسكريالذي يرأس تحريرها اليوم ومن قبل نخبة عربية مثقفة نذكر منهم الدكتور أحمد زكي .. أحمد بهاء الدين .. الدكتور محمد الرميحي ومعهم ومعنا نخبة عربية من كل عواصمنا السعودية .. لبنان .. مصر .. المغرب .. سوريا .. العراق .. فلسطين.. الكويت .. الأمارات الخ والتي مازالت ترتدي الثوب العربي الأصيل بثقافة عصر تشع فيها كثير من الهاماتنا .. قضايانا .. التي ننشدها أمام كل مدعي وفوضوي وماجن لايرتدي غير الوهم ؟!كما كان لموقعها علي الانترنت أثر نفسي وثقافي يتسق مع دورها الفاعل والتنويري في تواصلها الحميمي مع القارئ والمثقف الذي تؤكد لهما ولنا رؤيتها المعاصرة جدا لكل جديد كسفيرة تحمل كل الأعلام العربية صوب هدف استراتيجي جدير بالبحث والتنقيب عن مكنونها المبدع والذي لم ولن يتوقف ولعل تبني مجلة العربي الكويتية لدور الثقافة الرقمية مؤخرا يؤكد كثير من تلك النقاط التي تدعم ثقافة الانترنت والمدونات بفلسفة قائمة علي منهج المعاصرة وعلي حرفية الإبداع وسياسة الرقمنة التي تقفز بقفزات سريعة ومؤثرة تحسب للمفكر الكبير عربي الهوية والعقل الدكتور سليمان العسكري ودائما تسوقفني عباراته الرصينة والرشيقة في ( حديث الشهر ) والتي تثري عقولنا بثقافة يوم وغد ومستقبل !
فلم تعد ثقافة الرقمنة ترف بل شئ ملح كالماء والطعام والهواء وبدونهما سوف يخرج كثيرون من الألفية الثالثة عرايا العقل ؟
فمع هذه المجلة العريقة نتواصل دوما نحو الحقيقة لنري كثير من الأصوات الشابة التي ترفض بشدة من يسعي لعرقلة مسيرة الفكروالرقمنة والإبداع العربي فيما ينشرونه علي صفحاتها الخالدة لمواجهة كل الأدعياء الذين ظنوا أن رايتهم المزعومة لن تخفق ؟