يكثر الحديث في الاعلام المحلي و الدولي عن كون الاردن من اكثر الدول التي تحدث فيها الجرائم التي تدعى –جرائم الشرف- وهي حالات قتل الفتاة المرتبطة بعلاقات غير شرعية. وتختلف هذه الحالات كثيرا عن بعضها ... فكثير من الحالات تبين بعد قتلها ان الفتاة ما تزال عذراء او ان اتهامات العلاقة نفسها ملفقة ...هذا عدا عن حالات اخرى تقدم فيها الشاب طالبا يد فتاته من اهلها ويعلم الاهل مسبقا بموافقة الابنة ولكنهم يردونه لاسباب واهية لا تقنع الشاب او الفتاة وبعيدا عن هذا كله وحتى لو كان ثابتا أن هناك خطأ جسيما او حتى جريمة زنا قد حصلت ، وأن ولي الامر أراد تطبيق العقوبة بنفسه وهذا شرعا غير جائز.
فليس من الرجولة أن تمارس الرجولة فقط على الطرف الاضعف وهو المرأة ، وعليه فليقم هذا ( الشهم ) بايجاد الطرف الاخر المشترك في هذه الجريمة ثم يقيم الحد على الطرفين ...وهذا ليس دعوة على مثل هذا الفعل ولكنه من أجل أن نبين أن هذا الفعل له طرفان وليس طرفا واحدا، هذا عدا أننا كمجتمع مشتركون جميعا في ظهور هذه العلاقات غير الشرعية في المجتمع والتي ستزداد باستمرار في المستقبل لان أسباب وجودها واستمرارها في ازدياد دائم ، والمجتمع كافة وعلى رأسهم رجال الدين هم المسؤولون أولا عن هذه المشكلة التي لا يبحثون عن حلول حقيقية لها مكتفين بنصيحة الصيام لمن لم يستطع وكأن ديننا العظيم والذي هو دين الفطرة يقف عاجزا عن ايجاد حلول لغريزة طبيعية أوجدها الله في خلقه ، ولكنهم يخافون من الخوض فيها وايجاد حلول لها لانهم أضعف من أن يستطيعوا قيادة المجتمع المؤمن لحل مشكلات تواجهه في أي مكان وزمان بالقران الذي هو لكل زمان ومكان.
إن حل مشكلات القرن الحادي والعشرين لن يكون بلغة حل مشكلات القرن العاشر الميلادي، ولهذا أجاز الاسلام الاجتهاد وحدد من هو المجتهد وما هي شروطه وأجاز اختلاف اراء المجتهدين ولكن الغريب ان اجتهادات أئمة المسلمين الان لا تزال اهتماماتها بعيدة عن ما ينتظره الشباب المسلم الذي هو أحوج ما يكون لقيادات اسلاميه تحببه في ديننا الحنيف ولا تدعوه للاستخفاف بها.