يتبادر إلى الذهن حين محاولة توصيف الأنثى بأنها فتاة أم امرأة تلك الأفكار والتعريفات المغلوطة التي نسمعها من الكثيرين، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإنك إن جئت تسأل أحدهم عن توصيف الفتاة فإنه سوف يرد عليك قائلاً أنها تلك الأنثى التي لازالت تعيش في بيت أبيها تدرس أو أنهت دراستها ولكنها لم تتزوج بعد.
وإذا ما أراد أن يصف لك المرأة فسوف يقول لك أنها تلك الأنثى التي تزوجت وأنجبت. وهنا تكمن المغالطة.
فإطلاق لقب امرأة على الأنثى لمجرد زواجها ودخول الزوج بها أو لأنها أصبحت حاملاً في صغير أو لأنها أنجبت طفلاً بعد طفل دون التحري عن كينونة هذا الزواج وطبيعة تلك العلاقة التي ارتبطت بها الأنثى ووصفها بكل بساطة بأنها تحولت من فتاة إلى امرأة هو ليس فقط مغالطة فجة بل هي كارثة تعصف بمجتمعنا وبالكيان الأسري الذي هو قوام المجتمع، ولإيضاح هذا المعنى سوف نعرض من خلال السياق التالي إلى أسباب تصنيفنا لذلك التوصيف بأنه مغالطة وخطأ فادح.
حينما يظن البعض بأن خروج الفتاة من بيت أبيها وذهابها إلى بيت زوجها فإن ذلك كفيل بأن يحولها من فتاة إلى امرأة هو ظن خاطئ فهناك سببًا واحدًا هو الذي بتحققه يمكننا أن نطلق على الفتاة بأنها امرأة، ولكن وبكل أسف فإن هذا السبب وكأنه (سبب خفي) يتنكر له الجميع ... الأهل، والمجتمع، وربما حتى الزوجين أنفسهما ونتيجةً لعدم البوح به فإن ذلك قد أدى إلى تفكك هذا المجتمع وكثرُت قضايا الطلاق ووصلت في دولة مثل مصر بحسب بعض الإحصائيات إلى أرقام مرعبة - قرابة المليون قضية - والسبب الحقيقي (مجهول).
ولمحاولة التعرف على هذا السبب الذي يجعل من الفتاة امرأة مع وقف التنفيذ (حتى وإن فقدت عذريتها، وحتى وإن أنجبت طفلاً أو عشرة) فكان لابد لنا من أن نعرض لبعض المشكلات التي تعاني منها الكثير من النساء والأزواج، ونظرًا لأننا نحيا في مجتمعات شرقية ولدينا معتقدات وأفكار خاصة منها ما هو صحيح ومنها ما هو خاطئ تمامًا فكان لزامًا أن نتحدث بشيء من الجرأة والمكاشفة لكي نصل إلى حل يجعل من الفتاة امرأة بحق.
فتش عن السرير!
على الرغم من أننا جميعًا نعلم بأن الزواج يقع بمجرد كتب الكتاب والتوقيع على قسيمة الزواج إلا أننا لا نطلق على الفتاة لقب امرأة في تلك الحالة وننتظر إلى ما بعد الدخول لنطلق عليها هذا اللقب. إذن فإذا ما أردنا أن نعرف أصل المشكلة علينا أن نبدأ في التفتيش عن السرير أو بمعنى أدق (العلاقة الحميمة) التي تجمع الزوج بزوجته وهل تنال تلك العلاقة رضا الطرفين أم أن هناك طرف دون الآخر يشعر بالرضا عنها متجاهلاً رضا الطرف الثاني من عدمه.
وكما أشرنا في السابق بأننا نحيا في مجتمع شرقي له عادات ومعتقدات فإن معظم الفتيات في هذا المجتمع يشعرن بالكثير من الحرج إذا ما أرادت أن تتحدث عما يجول بداخلها من أمور تخص العلاقة الحميمة المشروعة من فوق سبع سموات والسبب هي العادات، ولكن ولأننا نحاول أن نضع حلاً لهذه المعضلة كان لابد لنا من المكاشفة والمصارحة لأننا لا نتحدث هنا عن وجبة ما ربما تحبها أو لا تحبها، ولا عن رداءٍ ما ربما تحبه أو لا تحبه، ولا عن سفرة ما ربما تحب أن تسافرها أو لا، ولكننا بصدد الحديث عن حياة كاملة (إنها العلاقة الزوجية)، ومن هنا نبدأ في سرد مشكلاتنا الدقيقة التي تؤثر على شتى مناحي الحياة.
والمشكلة التي نتحدث عنها لا تخص طرفًا بعينه، وبما أن لهذه العلاقة طرفين فكان لزامًا علينا أن نتناول كل طرف بما له من حقوق وما عليه من التزامات لضمان نجاح تلك العلاقة وحتى نحصل في النهاية على امرأة كاملة تستطيع أن تربي نشء يتحمل مشاق الحياة ويبني مجتمعه ويساعد في رقيه. وأول من سوف نتحدث عنه بما أنه الطرف الذي يخجل بالتحدث عن مشكلته ... الأنثى.
هي:
بعد خروجها من بيت أبيها وسماعها لنصائح الأم التي تطمح أن ترى في ابنتها أم لأبناء ووصلوها إلى ذلك العش الذي أعده الزوج وبعد أن يغلق عليها باب الستر الذي يجمعها بزوجها هنا تبدأ المشكلة والمعضلة الكبيرة إذا ما كان الطرف الآخر جاهلاً لحقوقها ولا يعرف ما تطلبه المرأة (وهو حق بديهي كالماء والطعام والسكن والكسوة) إنها الغريزة التي وضعها الله فينا (لتهون علينا مشاق العلاقة الجنسية وتجعلنا نتقبلها وبالتالي لا يتوقف النسل وتدور الحياة) والتي بسبب عدم إشباعها تتحول العلاقة الحميمة من راحة نفسية إلى مرض نفسي يصل في النهاية بالعلاقة إلى الدمار وبالتالي دمار الكيان الأسري للمجتمع.
فجهل بعض الأزواج أو أنانيتهم أو ظلمهم للمرأة بعدم إعطائها حقها في العلاقة الحميمة واهتمامه فقط بحقه هو دون حقها سوف يؤدي بالفتاة وبكل تأكيد إلى كرهها للعلاقة بل وربما لكرهها لشريك حياتها لم تراه فيه من أنانية أو جهل أو عدم إدراك لأهمية إشباع تلك الغريزة.
لذا فوجب على الفتاة أن تتخذ القرار الصائب؛ ألا وهو أن تصارح هذا الشريك وأن تطلعه على مشكلتها وأنها تعاني من تلك العلاقة وتشعر بآلام شديدة بسببها ليس لأنه فحل ولكن لأنه لا يعطيها حقها ولا يسمح لجسدها بحصول تلك التغيرات الفسيولوجية الطبيعية التي تجعلها تستمتع بتلك العلاقة كما يستمتع هو وتتحملها على الرغم من تلك المعاناة الجسدية التي تتلقاها.
أيضًا وبما أن لكل فتاة صفات خاصة بها حتى وإن تشابهت كل الإناث في أمر ما، فإن للفتاة دور كبير في توجيه الزوج وإطلاعه على تلك الأمور التي تفضلها أثناء العلاقة وإرشاده ومساعدته في اكتشاف مكامن الإثارة لديها وهذا ليس عيبًا ولا محرمًا لأن الذي يجمع بينهما هو ميثاق سماه رب العزة عز وجل بمسمى لم يسمي به أي عقد آخر بهذا الوصف (ميثاقًا غليظًا) به استحل هذا الرجل فرج امرأته وهو الحد الفاصل بين الحلال والحرام. إذن فإن لكي الحق أختاه في إطلاعه على ما يشعرك بالراحة لتلك العلاقة وما يجعلكِ تتحملين آلامها، وللعلم فليس من الضروري أن يحدث هذا من أول ليلة وليس شرطًا أن تطلعيه على شيء فربما رزقك الله برجل يعرف تلك الأمور وغير جاهل بها وهنا لا يحتاج هذا الشريك إلا إلى بعض الإرشادات البسيطة منك حتى نحصل على المراد، ولكننا بدأنا حديثنا بأن هناك بعض الشركاء اللذين يجهلون أو لا يهتمون أو هم يحملون شيء من الأنانية يجعلهم لا يبحثون عن رضا الشريك.
هو:
لا تجعل من تلك الأفكار القديمة التي سمعتها عن الزواج وأن المرأة لا يهمها هذا الأمر كثيرًا، وتسمح لنفسك لمجرد أن شريكتك لا تتحدث معك في هذا الأمر سببًا في تجاهلك له حيث أنك بذلك ترتكب خطأً فادحًا لن تشعر بآثاره إلا حينما تتحول حياتك إلى جحيم من مشكلات وبعد وهجر ورفض من شريكتك لتلك العلاقة وكرهها لها ومشاركتها لك فقط لمجرد الواجب أو لأنها مغصوبة على إطاعتك مجبرة على مسايرتك خوفًا منها على هذا البيت أو لخوفها من أن ينعتها من حولها بالفشل أو بهدم بيتها بيدها، أو خوفاً منها على ضياع وتشتت أبنائها إن حصل طلاق فيما بينكما.
عليك أخي أن تدرك بأن ليس هناك من امرأة على وجه الأرض سليمة معافاة من الأمراض النفسية والخلقية لا تفكر في هذا الأمر أو أنها لا تحتاجه كحاجتك أنت له. بل وعليك أن تدرك أنه في بعض الحالات تكون حاجتها هي أكثر لما يشعرها هذا بأنها امرأة كاملة ويشعرها بالأمان معك.
عليك أن تبدأ الآن وبدون تردد في سؤال زوجتك عن مدى رضاها عن تلك العلاقة وعما تحبه وما تكرهه فيها وألا تظن بأن نظرات رضاها التي تراها أثناء العلاقة تحمل ردًا ضمنيًا على أنها راضية ومكتفية بطريقتك أو على القسط الذي تناله من تلك العلاقة بل يجب عليك ألا تترك أي فرصة لمحادثتها أكثر من مرة ومحاولة كشف الغموض في تفكيرها وأن تتحاور معها لتصل إلى حل لأي مشكلة يمكن أن تتحدث معك فيها وألا تجعل من كبريائك كرجل يردعك عن أن تبحث عن حل لمشكلة ما أخبرتك بها شريكتك سواء أكانت هذه المشكلة مشكلة فكرية في طريقة نظرتك للعلاقة أو الطرق التي تقوم بها والتي ربما تكون روتينية على منوال واحد يجعلها تمل منها وتبغضها شيئًا فشيء، أو مشكلة جسدية تعاني منها أنت أو زوجتك. فنحن في عصر لم يبقى لك فيه من عذر تحتج به بأن مشكلتك أو مشكلة زوجتك ليس لها من علاج، ولتعلم تمام العلم بأن عدم وصول الزوجة إلى النشوة في كل مرة تحدث فيها تلك العلاقة فهو كارثة تعصف ببيتك وبأسرتك.
وربما أكون قد قرأت المقالات أو شاهدت بعد البرامج التي تتحدث عن البرود الجنسي لدى بعض النساء وأسبابه وعلاجه، ولكن ها أنا أعطيك وصفة سحرية وحلاً بسيطًا يقضي على تلك المشكلة.
الحل هو أن تتأكد وتقنع نفسك بأنه لا وجود لشيء اسمه البرود الجنسي لدى المرأة أو سن اليأس كما يقولون وهذا ليس من خلال إجبار زوجتك على مشاركتك تلك العلاقة ولكن السر يكمن في أن تحبب إلى شريكة حياتك مشاركتك تلك العلاقة وأن تسمو بأخلاقك وتجعلها تشعر بأنك تحب تلك العلاقة لأنها تشاركك فيها؛ ولأن هذه العلاقة تجعلكما أقرب إلى بعضكما وبعلمك التام بالمكامن الخفية في جسد شريكة حياتك وسعيك الدؤوب نحو اكتشاف كل طريقة وأي حركة تثير زوجتك وتحببها في مشاركتك السرير. فصدقني ساعتها وحتى إن تقدم بك العمر أنت وشريكة حياتك فسوف تجد أمامك في كل مرة روح تلك الفتاة التي اخترتها لتشاركك حياتك منذ بداية الطريق ولكنها قد أصبحت فعلاً وبحق امرأة.