نفتقد الدراسات الاجتماعية التي تدرس الظواهر الجماعية، بينما لدينا (تخمة) في الدراسات النفسية التي تركز على الظواهر الفردية، وهذا أحد مظاهر تحولنا لمجتمعات مادية تزداد فيها الهوة اتساعًا بين الأغنياء والفقراء، وتضعف فيها مظاهر التكافل والترابط الاجتماعي.
شهد النشيد الإسلامي في السنوات الأخيرة تغيرات متسارعة وتطورات متلاحقة، لا يخفى على أحد أنها أخرجت النشيد إلى طورٍ جديد يتسم بالجدية والاحتراف، الأمر الذي أدى إلى اتساع رقعة النشيد، وظهور الفيديو كليب الإنشادي الذي حفلت به القنوات الفضائية المختلفة، الملتزمة منها وغير الملتزمة، بل وأصبح للنشيد قنوات فضائية خاصة.
إلا أننا يمكن أن ننحو بالنشيد منحى آخر يزيده التصاقاً بالجمهور وتأثيراً به، وذلك من خلال إيجاد مسرح إنشادي يشترك فيه المنشدون، فنجمع بين فن التمثيل وفن الإنشاد، فيكون أثره أشد وأقوى. فكما أن الإنشاد المصوّر أشد تأثيرًا من الإنشاد المسموع، فإن الإنشاد الذي يتخلل قصة درامية على المسرح سيكون أشد تأثيراً أيضاً.
تحكي لنا شهرزاد الأسطوريّه, في هذه الليلة السنيّه, قائلةً بجذل:
كثيراً ما يقول علماء التربية وعلم النفس, أن تشكيل مرجعية الإنسان وانطباعاته ورؤيته للحياة, عملية مُعقدة تتشكل بفعل تراكمي مذ طفولته المُبكره. وربّما لصحة ذلك, ارتبط مدلول ' الجنون ' في ذهني ' بالحقيقة ', كيف؟
لعلنا الأسرة السورية الوحيدة في كل أرجاء المعمورة التي لم تتابع مسلسل «باب الحارة» الذي عُرض رمضان الماضي، وملأ الدنيا وشغل الناس إلى درجة أن إحدى العائلات الصديقة كانت قد دعتنا إلى تناول طعام الإفطار، ثم تركتنا في حيص بيص الإفطار وذهب القوم للجلوس متسمِّرين أمام «باب الحارة» كأن على رؤوسهم الطير! من دون أن ينتبهوا إلى أن ضيوفهم قد تُركوا وحدهم على مائدة الإفطار.
في ملاحظة دقيقة بين اللوحتين التي رسمت على الساحة الطلابية والمحلية خلال أقل من شهرين الماضيين عشنا فترة الانتخابات لمجلس الأمة 2008 قريبا، ولا ننكر أن معظم طلبة الجامعة كانت لهم مشاركات إما خفيفة أو كاملة الدسم حسب توجهات وانتماءات وقبائل وتيارات كل واحد منهم، حتى لو كان سن البعض أقل من سن التصويت، لاكتساب الخبرة العملية لأجل مستقبل برلماني أفضل، والقلة القليلة التي أبت على نفسها واعتزلت العرس الديمقراطي في الكويت، وبعد نتائج يوم 17/5 طار النواب والمرشحين بأرزاقهم، ففاز من فاز وخسر من خسر بقدرة الله وإرادة الشعب.
يتفق كثيرٌ من المفكرين المعاصرين بأن العالم من حولنا أصبح يتصف بالتعقيد البالغ في جميع الاتجاهات والمجالات، وحتى نحس بذلك العالم ونفهمه نحتاج إلى نظام ذهني وفكري معقد أيضًا ليتعامل معه، وهذا يتمثل في عقل الإنسان. ومن رحمة الله -سبحانه وتعالى- أن جعل لنا أنظمة فكرية كثيرة ومتنوعة، وهذا ما أثبته علم النفس المعاصر؛ لنتعامل مع بيئتنا الداخلية المتمثلة في النفس، ومع بيئتنا الخارجية المتمثلة في الآخرين وظروف الحياة المتغيرة.