كسوارٍ من الماس
يهدهدُ معصمَ النيلِ
بقدسِ النبضَةِ الأولى
شُروقاً
مثلَ أقواسِ الضياء.
صفحةُ الماءِ
سرايا من رمال
وقريباً من حنيني.. ويقيني
مثلَ طوفانٍ، تدفّق يرسمُ السحرَ على حدّ السماء
قزحياتٌ.. صفاءً ونقاءْ
يتهادى لؤلؤاتٍ مثل أسفارِ البقاء
كي يزيّن القاعَ طمياً وثراء
ضمّ من كل الجهات
سمرةَ القدِّ فراتاً ماؤُهُ من جبينٍ
كالمرايا، يترقرق

وثرياتٍ تدلّت
كغصونٍ مثمراتْ
وقطوفٍ دانيات
من سفوح الغوطةِ الكُبرى
لتُهدي
ضِفتاها للمراكبْ
وشراعاً من حصونِ المسجدِ الأقصى
ومِجدافاً دِمشقياً
وسُعفاً من عراقِ النارْ
والهفي على من صارْ
غريباً في حصونِ الدارْ
سجيناً في مُربّعَةٍ
رهينَ المحبسِ الأعمى
ومن قبرٍ إلى قبرٍ
يموتُ الموت
كي تحيا جذورُ الأرض
تُنبِتُ قامةَ الأحرار
كصباحٍ، يتألقّ

والهفي على طفلٍ
تَعلّقَ مثل قبّرَةٍ
على وهمٍ
فصار الغيثْ
يَهْمي عِطرُهُ كالغار
يفكُّ القيدَ عن زندٍ
ويأتيهِ
ويجلِدُنا بمرّ النارْ
ينادينا.. يناديهِ
أيا نهراً.. أيا تاريخَنا الماضي
سمعناكَ.! ولكن أوغلَ الصمتُ بحادينا
فكِدنا في سرابِ القَهرِ
نغرقْ

والنواتِيُ يسابقُ ثورةَ النهرِ
يكادُ المهرُ
ذاكَ الفارسَ المهزوم في عصرِ النفاقْ
وإلى نطعٍ يُساق
صريعاً يمتَطي جسراً على الجِسرِ
ليحرُسَ ساحَةَ الـ نورِ
ويلقي في بياض النهرِ
شطآناً
وتاريخاً
يصنّم في الثرى وَطَناً
أقام الحدّ بين سُباتِهِ الشَتَويّ
وبين سُباتِنا الدَهرِيّ
يرسمُ أزرقاً وَهماً
وأطفالاً
على ورقٍ
على حدقٍ
فهل يأتون.؟
وينحتُ من صهيلِ الماءِ
ذراعاً تطعنُ الريحَ
وتُعلي في فضاءِ الروح
طيراً
يحسبُ الأيامَ صهواتِ جُنونٍ
تتقدّم
وهو لا يدري
بأن العالمَ المسكونُ بين الحُفرةِ القتلى
وبينَ الضفّةِ الثكلى
يتقزّم
ومِجدافاً على جندولِ سحرٍ.. كان!!
ماتتِ الدفّةُ
والجندولُ
والصيادُ
وحلمُ الأمسِ
في اللُجَّةِ يغرقْ

قُمْ أميرَ الشِعرِ
أين قيثارَتَك الثكلى
تُغني كِليوباترا.!
أين فِرعونَ
وموسى
والنجاشِيَّ
وهامانَ
وعَمْراًً
والليالي عاشقاتِ السحرِ
أطلَلنَ على النورِ صباحاً
فتدفّقْ

آه يا نيلُ
كأنّي أسمَعُ الغصّةَ في واديكَ
أحسَبُها سَتمضي بالهديرْ
كي تُجاريكَ إلى الصحراء.!

هل تمضي إلى الصحراء يا وطني.؟
ومن يَبكيك.؟
من يُقصيكَ عن أثداءِ من مروّا
وكانوا يصنعونَ المجدَ قِنطاراً
وقُرباناً ويهدونا..
ونحنُ نُواصِلُ التقطيع
نُواري في ثراكَ البكرِ.. ما زِلنا
بياضَ الرايَةِ الـ كان.. بياضاً
وبأيدي من يُوالينا
ويُوْلينا.. تمزّق

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية