ما الذي سأفعله إذا لم يجئ الصباح
وما الذي ستفعله الظلمة إذا ما بقيت أجفان الحجرة مطبقة هكذا..
إلى أين تسير هذه الدفعة المجنونة في الأجفان المطبقة تماما
كأن لا نافذة جنوبية ولا باب للأهداب التي لم استطع إقناعها بالدخول لحين الشروق..
ما الذي سأفعله إذا لم يلُح ولو وميض من الضوء
على من ستنفتح الأوراق وتخرج من أردانها الكلمات التي لم أستطع أن أقولها إلى من ستذهب الصغيرة بزقزقاتها ومِن يد مَن سترتدي جناحيها وتذهب إلى المدرسة..
ما الذي سأطعمه هذه الهرة الجاثمة فوق فرائها..
المتربصة بنوم يتمطى إلى جوارها
كأنما ينتظر هو الآخر الصباح..
في الشارع عربة مجنونة وتسير باتجاه واحد للظلمة..
وأسمع حشرجة كأنما كانت قناديل على وشْكِ الضوء
أو ضوءً وسقط للتو..
أسمع كأن أقداما أو قضمةً أو حفحفة أو حشرة أو حجرا تتدحرج
ما الذي تفعله الظلمة في الشوارع التي لا تتقلب ذات الجنوب ولا ذات الشمال..
ولا ترد الملاءات ولا تنزعها.. ولا تبرد ولا تخرج إلى الشرفة..
ما الذي تفعله الظلمة الآن.. وهي تقطع الأصابع مراتٍ ومرات..
وتتثاءب وتنسى أقدامها وتعشوشب..
الجدران !! ما من جدران في الحقيقة..
الغلالات التي فقدت سوادها كذلك..
وتبحث..! لم تعد تدرك
عن
ماذا
تبحث الهوامش الفائضة؟ هل عن
ثياب
أم أيادٍ هاتكة
تتحسس فيها انهداماتها
وتسميها جدرانا..
لكنها تدور
الساعة المعلقة إلى عقاربها ،
تتصنَّت من خلف إيقاعاتها
وتدور..
هل الساعة
معصوبة
العينين
وتسير
على حدوات أربع إلى إيقاع آخر..
تحت أي الحدوات اندفن الجيولوجيون وهم ينقبون عن الوقت..
ما الذي تمسخه الظلمة أيضا من
الأفكار والدورانات الواقفة..
لأبتكر خرافة بدون
حدواتٍ ولا مخاوف من
الحدود المدبوغة التي
لم تعد تماسيح
ولم تكن ديناصورات
ولن تكون يدين يتكلمان المدَّ والضوء..
الظلمة تجثم و
علي
أن
أبتكر
خرافة لا تقضم أظافر ورقتي بأحبارها ذات العوادم الثابتة..
الستائر التي تبدو وكأنها تمشي.. والنوافذ التي تبدو كأنها من زجاج..
المواءات التي لا قطط من ورائها..
والحفيف، جثة طير (هل ثمّ دم أو نباح) من صادها..؟ تدعي أنها هاهنا.. وأن هاهنا كان صباح..
الظلمة ؛ كيف ستتخلص من الجثث الماشية ، والمكسورة ،
والمواءاتِ المغلوبة على صباحاتها..
والجوارحِ التي تحك أظافرها في الناصية..
ما الذي سيكنس كل هذا والعجوز تعبت من التسكع في الشوارع لا تتذكر ما الذي تنتظره..
ما الذي ستفعله الشوارع بالورقة الناصعة البياض
كأنما قنينة الحبر التي كتبت كل هذا
لم تكن إلا بياضا أملس..
من الذي قال للصباح أن يجيء ولم تزل هذه الخرافة في أول السطر..