يا قلبُ مالكَ بَعـْدُ لمْ تتفطـّـرا والدمعُ لم ينزِفْ بِخـَـدِّكَ أَحمـَـرا
عَجَباً إليكَ وَأنتَ سَيلُ مشاعـرٍ أَوَ لَسْتَ تُبْصِرُ بالأحبِّةِ ما جـَــرى
هُوَ ليسَ عَرْضـاً ما يُصَـوَّرُ إنما أشلاءُ (غزةَ) مُزِّقــتْ فوق الثَّـرَى
تِلكَ الدُّمَى ليستْ بقايا لُعْبـَـةٍ أَودَى بها الصَّاروخُ حيـن تَفجـَّـرا
هِيَ فَلْذةُ الأكبـادِ وَردُ طُفولَـةٍ كمْ شَفَّهُ الخَجَلُ الجميـلُ فأزْهـَـرَا
وأولئكَ المُلْقَونَ تحتَ رُكامِهِـم ْ مِنْ بَعْدِ ما قَصَـفَ العـدوُّ ودَمـَّرا
هُمْ أُخوةٌ في الدينِ والدَّمِ كمْ لهمْ حَقٌّ وَتجذِبُنا إِليهِـمْ مـِـنْ عـُـرَى
يا أُمَّةَ الإسلامِ كمْ مِنْ صَرخـَـةٍ نحتاجُهـا كيمـَـا نهـبَّ ونثــْأَرا
وكمِ استغاثةِ حـُـرَّةٍ مَكلومـةٍ تحتـاجُ (إسرائيــل)كيْ تَتَدمـَّـرا
يا صبرَ (غَزةَ) والحصارُ يلفُّهــا والليلُ مِنْ وَهَجِ القنابِــلِ أجمَــرَا
هذا هُوَ الفتحُ المبينُ فأبشـِـرِي قدْ زالَ (كسرى) في الحِصارِ و(قيصرا)
هذي الملاحمُ والشآم تــوأم ٌ من قبلُ في رَحِمِ الصـِّـراعِ تَصـَـوَّرا
عُضُّوا النَّواجِذَ واستعينوا بالـَّذِي لَكُمُ الجهادَ مَعَ الشَّهــادةِ قـَـدَّرَا
يا أُسْدَ (غزَّة) يا ليوثَ (مُحَمـَّـدٍ) يا مَنْ رَقِيتـُـمْ بالفـِـدا أعلى الذُّرا
سُبحانَ مَنْ قَسمَ الجهـادَوخصكم كيْ تدفَعُــوا هَذا العدوَّ الأمْكَـرَا
لوْ يَعلمِ الجُبناءُ كَـمْ تَحمُونهـُـمْ هَبُّوا لِنُصْرَتِكُمْ وساقُـوا العَسْكَـرا
لَكنَّهُم يخشَونَ عَدوى بأسِكـِـم ْ وإبائِكُم أنْ يَسْـرِى ما بَيْـنَ الوَرَى
أَوْ تُفضَحَ الأسرارُ مِنْ صفقاتهِـم ْ ويبانُ مَنْ باعَ البِــلادَ وحـَـرَّرا
يَبْغونَ شَعباً خانِعـاً مُستسْلمــاً إنْ جَرَّدوهُ مِنَ الثِّيـابِ فلا يـَـرَى
وَتُبَشـِّـرونَ بِأُمـَّـةٍ(عُمَريَّـةٍ) في روضِها غيمُ الحضارةِ أَمطـَـرا
شَتَّانَ مَنْ رَفَـعَ اليـدينِ لربـِّـهِ يدعوهُ نصراً عاجــلاً ومُـؤَزَّرَا
ومصافحٍ كفَّ العــدوِّ وشعـبُهُ تحتَ الحُطامِ يذوقُ موتاً أَغبـَـرا
أحماسُ يا ذاتَ الحَماسْ ومَـنْ رأى أُسطورةً تَدعُ الحَليـمَ مُحيـَّـرا
أَشبهتِ (موسى) حينَ يُصنعُ في حِمى (فِرعونَ) في لُطفٍ خَفِيٍّ قـُـدِّرَا
يمضي (لمِدينَ) خائفـاً مُترقِّبـــاً ويعودُ بالنورِ العَظيــمِ مُحَـرِّرا
إنْ يُغلِقُوا عنـكِ المعابـرَ كلَّهـا ما زالَ في (الوادي المقدِّسِ) مَعْبَرا
لا يلبثُ اليَمُّ المليـمُ يلوكُهــم وجنودَهم ومن استكـانَ وآزرا
ويظلُّ أقطابُ الشَّهــادةِ قبلـةً للحالمينَ بأنْ يَذوقـُـوا (الكَوْثَرا)
أمَّا السَّلامَ فلا سلامَ لِغـــادِر ٍ جَعلَ السلامَ من السلامِ مُحــذِّرا
لوشاوَرُوا هذا السلامَ وقـدْ رأى أطفالَهُ مِزَقاً لهــاجَ وكشَّــرا
ولقالَ أعطوني حِزامـاً ناسفــاً وهناكَ في وَكرِ اليهودِ تَفجـَّـرا