إن كنتَ تسمعني و تنصتُ جيّدا :
.................. " ما عادَ حبُّكَ لي عزيزاً سيّدا "
ما بعتُه أو خنتُه و نسيتُه
..................لكن رفضتُ بأن يكونَ ممجدا
حين ابتدأتَ الصدَّ كنتُ كريمةً
..................و بذلتُ أسباب اللقاءِ بلا هدى
كرّرتَ سحقي قاصداً ، و نبذتني
..................و تزيدُ ناركَ رغبةً و تجدّدا
إن كنتَ تقصدُ أن تميتَ مرافئي
..................فاعلم بأنّكَ قد بلغتَ المقصدا
أو كانَ شنقي ما تريدُ فإنّما
..................يكفي الورودَ لكي تموتَ نوى الندى
أرهقتَ أجنحتي ، تنتّفُ ريشها
..................كيما تعذّبها إذا اتسع المدى
ما كنتَ تملكُ أيَّ عينٍ للرضى
..................هل من صخورٍ قد خُلقتَ و من ردى ؟
قد كنتُ صومعةً تقضُّ هدوءَها
..................حينَ اشتعالِ الضعفِ فيكَ – تعبّدا –
و إذا قويتَ – و قد منحتكَ قوّتي –
..................أصبحتَ نمروداً ، تقطّعني سدى
هل بعدَ هذا قد أعيشُ و أدّعي
..................أن لي حياةٌ تستطيع تمددا
أو أبعثُ الأنفاس بعدَ فنائها
..................لتعودَ تصنعُ للنهاية مَوقدا ؟
كل الجهات كئيبةٌ في سيرها
..................ما دمتَ غاية سيرها و المبتدا
أنا لم أعد أهوى الجحيمَ ، و طبُّه
..................منح الفؤادَ تعفّناً و تمرّدا
قد صرتُ أكرهه ، فما من شهقةٍ
..................إلا و كان لها زفيراً أو صدى
قد متُّ رغم حياة حبك في دمي
..................و أموتُ أكثر ، و استمع لي جيّدا
" سيرُ الملوكِ على القبور تعالياً
..................كالنفخِ في رملٍ " فهل نفعَ الندا ؟