وتنازع الحُبّانِ، من أختارُ؟ *** لِنعيم كلتا الجنّتين يُسارُ
أمٌّ حبتني روحَها فببرّها *** يرضى الإلهُ الواحدُ الغفّارُ
والقدس مسرى الأنبياء بأرضها *** يتعانق التاريخُ والأزهارُ
قالت: أخاف عليك يا ولدي الردى *** اقعدْ –فديتك- فالقتالُ أوارُ
فأجبتها والدمعُ يلثمُ كفّها *** أمّاه هلّا تشترى الأعمارُ
أنا يا حبيبةُ في بنانِك خاتمٌ *** إن غبتِ عنّي هزّني استعبارُ
لكنّما الرحمنُ قدّرَ أمرَنا *** فإذا قضاه فما له إنظارُ
ولأنّ ذاك الموتَ حتمٌ قاهرٌ *** فليأتني ورفاقيَ الأبرارُ
أرجوكِ أمّي أستميحك عِذرةً *** فالقدس أمٌّ عقّها الفجّارُ
قدَرٌ تحتّمَ فالقعودُ مذلّةٌ *** كُتِبَ الكتابُ وجفّتِ الأحبارُ
أمّي وقدس العزِّ وجهٌ واحدٌ *** للمجد تاريخٌ إليه يُشار
عذراً لأمي لستُ أتركُ برَّها *** فبأخمصيها تُنظمُ الأشعارُ
أقصى الأماني أن أقبّل كفها *** وبذاك عزٌّ للفتى وفخارُ
فتصبّري وتجمّلي وترقّبي *** ستعود يا أمّي إلينا الدارُ
وتضرّعي لله فهو المرتجى ***ليزيد فينا العزم والإصرارُ
ولتعلمي أني بحبكما معاً *** ولدٌ له أُمّانِ لا يختارُ