يُحكى يا أحبائي أنه في إحدى عُطل نهاية الأسبوع قرر الصديقان: عمار وهشام الذهاب في رحلة لصيد الأسماك، أخذ كل من عمار وهشام الإذن 1 من والديهما، وعندما أذِنا لهما بالذهاب استعدا للرحلة جيدا ولم ينسَ كل منهما أن يأخذ سنارته 2 معه.
استيقظ الاثنان مبكرًا في الساعة الخامسة والنصف (5:30) صباحًا، وقام كل منهما بالاستحمام وأداء صلاة الفجر. ودع هشام والده ووالدته، ثم ذهب للقاء عمار في منزله.
التقى الاثنان في منزل عمار وهناك وجد عمار ينتظره ليتناولا الفطار معًا . جلس الاثنان على مائدة 3 الإفطار، وبعد تناول فطورهما شكرا والدة عمار على الفطور الرائع الذي أعدته لهما ثم قاما بتوديعها، فدعت لهما بالتوفيق، وطلبت منهما الانتباه في طريقهما إلى الشاطئ.
* الآن يا أصدقائي سوف تبدأ رحلة عمار وهشام، تابعوها لأنها ستكون مليئة بالمغامرات المثيرة 4.
ذهب الاثنان في طريقهما إلى شاطئ البحر فلم يكن بعيدًا جدًّا عن القرية التي كانا يعيشان فيها، وهي قرية صغيرة تحيط بها الأشجار الجميلة، وتحلق العصافير في سمائها الزرقاء، وشمسها دائمة الإشراق، وأهلها طيبون متعاونون.
وعلى مسافة ليست بعيدة عن الشاطئ شاهد هشام شيئًا يتحرك بالقرب من الشاطئ، فتشوق كثيرًا لمعرفته، وعندما وصلا إلى الشاطئ لم يرَ شيئًا ولكنهما شاهدا حجرًا كبيرًا فقررا الجلوس عليه ليصطادا الأسماك.
وفجأة شعرا بحركة تحتهما فوقف الاثنان، وأخذا يحركان الصخرة يمينًا ويسارًا، وإذا بها سلحفاةٌ ضخمة 5. فتعجب الاثنان وقالا: كيف كنا نجلس على هذه السلحفاة المسكينة دون أن نلاحظ ذلك؟!
ثم قال هشام: نعم.. الآن عرفت.. إذن هي سلحفاة!!
قال عمار: ماذا تقصد يا هشام؟
قال هشام: لقد شاهدت شيئًا يتحرك بالقرب من الشاطئ قبل أن نصل إليه، ولكنني لم أجد شيئًا عندما وصلنا، لقد كانت السلحفاة.
قال عمار: ولكن يا هشام ألا ترى أنه أمرٌ غريب؟
وما الغريب في ذلك؟ قال هشام. إنها سلحفاة ذكية أرادت الاختباء منا خوفا من أن نؤذيها، فقامت بإدخال رأسها ويديها وأرجلها داخل القوقعة، وغيرت من لونها فأصبح يشبه لون رمال الشاطئ، فلم نلحظ وجودها وظننا أنها مجرد حجر كبير.
حقا إنها ذكية يا هشام. قال عمار.
نعم يا عمار إنها ذكية، وهناك مثلها الكثير من الحيوانات الذكية. فسبحان الذي وهبها هذه القدرة الرائعة على حماية نفسها.
* وبعد هذا الموقف الغريب يا أحبائي واصل عمار وهشام الصيد فتابعوا ما سيحدث معهما.
اصطاد عمار وهشام سمكتين كبيرتين أحدهما لونها أزرق والأخرى لونها بني كلون الرمال، نظر عمار إلى السمكتين وقال: انظر يا هشام إن للأسماك –أيضا- ألوانًا جميلة.
قال هشام: نعم يا عمار أنا أرى ذلك جيدا، فالأسماك ذكية كصديقتنا السلحفاة.
وكيف ذلك يا هشام؟ قال عمار.
أنا أخبرك يا عمار، انظر إلى هذه الأسماك، ما ألوانها؟
قال عمار: زرقاء وبنية.
قال هشام: نعم فالسمكة الزرقاء تسبح في وسط البحر وهي تتلون بلون البحر حتى تختفي من الأسماك الأكبر منها فلا تأكلها.
قال عمار: سبحان الله!
ثم واصل هشام حديثه قائلًا: أما السمكة البنية فتعيش في قاع البحر، لذلك تأخذ لون الرمال وهو اللون البني حتى لا تلتهمها 6 الأسماك الأكبر منها.
قال عمار: سبحان الله!
* انتهى الاثنان من صيد الأسماك وقررا مواصلة طريقهما إلى البيت، استمروا في المتابعة فهناك مواقف مهمة سوف تواجه الاثنين في طريق عودتهما إلى البيت.
وفي الطريق شعر الاثنان بتعب شديد، وكانت أمامهم شجرة كبيرة فقررا الجلوس تحتها لشرب الماء وتناول الطعام، وبينما هما يجلسان تحت الشجرة شاهد الاثنان طائرًا على غصن شجرة يحاول الانقضاض 7 على حرباء كانت موجودة أسفل 8 الشجرة وشاهد الاثنان ذكاء هذه الحرباء، فما أن شعرت بهذا الطائر حتى قامت بالهرب بالقرب من حجر كبير وأخذ لونها يتغير إلى لون الحجر.
فتعجب عمار وهشام وقال الاثنان: يا لَذكاء هذه الحرباء، بطريقة ذكية استطاعت أن تحمي نفسها من هذا الطائر.
* بعد هذا الموقف الغريب يا أحبائي، قررا مواصلة الطريق إلى البيت. فماذا ينتظر الاثنين؟ تابعووووووا.
وقبل أن يصل الاثنان إلى البيت بقليل شاهدا شيئًا عجيبًا، شاهدا زهرة تقف عليها مجموعة من الخنافس ذات ألوان مبهرة 9 وعديدة، وإذا بطائر يقترب منها يريد التهامها، وفجأة يبتعد عنها!!
تعجب الاثنان من ذلك، وأرادا اكتشاف سبب عدم التهام الطائر للخنافس؟
فقررا الاقتراب منها واكتشاف السبب بنفسهما، وبعد أن اقتربا منها، صاح عمار وقال: أنا عرفت السبب!
قال هشام: وما هو يا عمار؟
قال عمار: لقد ابتعد الطائر عن هذه الخنافس بسبب الرائحة الكريهة 10 التي قامت بإفرازها 11 حتى تحمي نفسها من هذا الطائر.
قال هشام: أحقا ما تقوله يا عمار؟
قال عمار: نعم.. بكل تأكيد.
قال هشام: سبحان الله!
ثم واصلا طريقهما إلى البيت.
* وصل الاثنان إلى البيت بعد رحلة ممتعة ومفيدة. لقد اكتشفوا العديد من الحيوانات الذكية والقادرة على حماية نفسها: كالسلحفاة، والأسماك، والحرباء، وهناك غيرها كثير، ما رأيكم يا أعزائي الأطفال في أن تواصلوا البحث عنها؟
معاني الكلمات:
1- الإذن: طلب الاستئذان.
2- سنارة : أداة لصيد الأسماك .
3- مائدة: طاولة.
4- المثيرة: المدهشة.
5- ضخمة: كبيرة جدًّا.
6- تلتهمها: تأكلها.
7- الانقضاض: الافتراس.
8- أسفل: تحت.
9- المبهرة: الزاهية.
10- الكريهة: المزعجة.
11- إفرازها: إخراجها.
أسئلة للقصة:
س1: إلى أين قرر عمار وهشام الذهاب في عطلة نهاية الأسبوع؟
س2: ما الشيء الذي رآه هشام قبل وصوله إلى الشاطئ؟
س3: كيف فكرت السلحفاة أن تحمي نفسها من عمار وهشام؟
س4: كم سمكة اصطادها عمار وهشام؟ وما ألوانها؟
س5: كيف حمت الحرباء نفسها من الطائر الذي كان يريد التهامها؟
س6: ماذا رأى عمار وهشام قبل وصولهما إلى البيت بقليل؟
س7: لماذا هرب الطائر من الخنافس ولم يأكلها؟
التدقيق اللغوي لهذه القصة: هبة البشير