(1)
استغاث بي ورجاني إنقاذ فؤاده الذي يحتضر،
لا نبض، ولا نفَس، ولا أمَل.
خادم أنا للقدَر، برأ المريض أو هلك...
هكذا عنِّي فهم، وللفناء سلَّم زوجته،
ثم سال الدمع مدرارًا وانتحب،
بينما عُدْتُ أدراجي ألملم ذيول الطبِّ ومعطف الخجَل.
( 2)
دكَّ بقبضته مائدة قلبي فانكسر،
وانفضَّ عنِّي الجمْع بعدما شهَر سيفَه وفجَر.
وحِيدًا ظننتُني في قبضة العدم،
وساجدًا ألفيتُني مَع الشمس، والقمر، والنجوم، والجبال، والدواب، والشَّجر...
فانهزَم.
(3)
باتفاق غير مكتوب عاشا كظِلٍّ وخزينة؛
سَبَّل عينيْه وفرَك إبهامَه بسبَّابته
اليمنى قائلاً:
كلُّ الشِّعرِ مِن إلهام عينيْك.
و بابتسامة فاترةٍ ونظرةٍ نصف ناعسة...
ناولَتْه
وأَردفَتْ:
وكلُّ بحوره مِن دمعٍ ذرَفْتُه
ندمًا عليكَ.
(4)
في الظلام سَرقْتُ كما سَرق غيري،
وصرتُ وجيهًا في نادي الكِرش.
ثم
لعنتُ أمَّ الظلام،
فتعقَّبني الصحفيون لنشْر أخبار الحِزب.
وبتهمة إحراق الوطن كان السِّجن...
حين جرَّبْتُ إشعال شمعة.
(5)
أود إخباركم عن سر مهنتي...
حين ألوذ بالإنصات،
وأناول المريضَ مفتاح البوح...
فيُفرغ حنقَه ويَتخفَّف من أحماله... ويَبرَأ.
(6)
جلس في الانتظار، ليعالج طفلَه المصاب بالزكام.
ومع الأذان غادرْتُه للصلاة،
ثم عُدتُ مُسرعًا...
فتجهَّمَ وغادرَ ورفضَ العلاج،
بعدما جرَّدني مِن إنسانيتي، واتَّهمني
بالانتماء لجماعات التكفير والاعتزال!