تواصلا مع فكره في المقالة الماضية، يركز علي عزت بيجوفيتش علي سمه انسانيه اخري يقوض من خلالها نظريه التطور البيولوجي المادي, وهي مقدره الانسان علي الاختيار, اي قضيه الحريه(وهنا يظهر اثر كانط عليه, وان كان بيجوفيتش قد عمق من هذه الاطروحه وطبقها بطريقه ربما لم تخطر علي بال الفيلسوف الالماني العظيم). ففي عالم الطبيعه/الماده توجد الاشياء وجودا موضوعيا, خاضعا لقوانين موضوعيه صارمه.. فالارض تدور حول الشمس سواء عرفنا ام لم نعرف, شئنا ام ابينا.
(الآخر) مرة أخرى..
هذا المصطلح الذي استُهلك حد الابتذال.. يزداد تشبثاً بحواسنا طالما هو يمثل (تيمة) هذه الجولة من اللقاء الوطني للحوار الفكري. وطالما تم تكريسه كرمز للإشكالية التي تلازم تعاملنا مع (المُخالِف).. كما يتكشف لنا بين حين وآخر.
علم الإبداع يضم عدة مواضيع تتعلق بالإبداع والتجديد والتغيير. وهو مصطلح جديد، لا أدّعي اختراعه واكتشافه وإنما تمّت الإشارة إليه لأول مرة عام 1990. أطلق المجري استيفان ماغياري- بيك في مؤتمر أبحاث الإبداع الذي عقد برعاية مركز دراسات الإبداع في آب عام 1990 مصطلح Creatology.
إذا كانت العلمانية تقول:
1 ـ مصلحة الإنسان وكرامته فوق كل شيء.
2ـ تحرير الجانب الواعي من العقل ( تحرير الفكر).
3 ـ بناء دولة الديمقراطية والحقوق فهي والإسلامُ سيّان.
إن المراقب للحياة السياسية الكويتية في المرحلة الأخيرة يلاحظ أن التيار الليبرالي في المرحلة الأخيرة قد عاد مجددا في ترتيب صفوفه ومحاولة تلميع خطابه السياسي رغبة منه في كسب الرأي العام الشعبي بعد الهزائم الصعبة التي تعرض لها ممثلوا هذا التيار في الإنتخابات الأخيرة مما دفعهم إلى مجموعة من الإجراءات لتصحيح الوضع المتدهور التي تعيشه هذه التيارات كالتحالف كتيارات ليبراليه مع بعضها البعض كما هو حال ولادة التحالف الوطني الديمقراطي من أبويه المنبر الديمقراطي الكويتي والتجمع الوطني الديمقراطي رغبة منهم في إعادة القوة المفقودة للتيار الليبرالي ، كذلك محاولة هذه التيار العودة إلى الساحة السياسية وطرح الآراء المختلفة بكل جرأة سواء خلال المهرجانات الخطابية أو المقالات الصحفية أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة .
الخطاب الديني جاء لمصلحة الإنسان وإنقاذه ومساعدته في هذه الحياة، فهو خطاب هدفه مصلحة الإنسان، وهذا الخطاب في أصله ثابت، وهو يتمثل في النصوص المقدسة من كتاب وسنة، ولا تجديد فيهما، ولكن هنالك ما اعترى هذا الخطاب من فهم واجتهاد مما هو قابل للمناقشة والمراجعة، وهذا ما ينبغي أن يكون التجديد فيه، فالاجتهاد البشري والفقهي الذي أحاط بتلك النصوص عبر التاريخ في مراحله المختلفة ليس من أصل الخطاب الذي هو ثابت في نصه ولفظه، وإنما هو مما يدخل ضمن ما لامس هذا الخطاب، فهو من الإرث العلمي لهذه الأمة، لأنه محاولة لفهم تلك النصوص.
أرسل الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة العامة الخالدة ففضله بذلك على من سلفه من الأنبياء والمرسلين إذ كانوا من قبل يبعثون إلى جيل خاص من البشر أما الرسول صلى الله عليه وسلم فاختير للرسالة العامة وعلى هذا يستشهد المسلمون عندما يقرأون مثل قوله تعالى: "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا"(1)، ومثل قوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"(2). و"العالمين" لغة: "أجناس الخلق"(3).