في رحيل الشاعر الشعبي الفلسطيني أبي عرب
- التفاصيل
- مقالات
- أدب وفن
- في: الإثنين، 10 آذار/مارس 2014 05:49
- د. حسن طاهر أبو الرُّب
- القراءات: 4066
بالأمس القريب، فقد الفلسطينيون في الوطن والشتات ابن فلسطين البار إبراهيم محمد صالح المعروف بأبي عرب، ذاك الشاعر الشعبي الثائر الذي أمضى جلّ حياته لاجئًا، كغيره من الملايين الفلسطينيين .
لكنّ أبا عرب لون آخر من الناس، أظمته الدنيا كما قال المتنبي، فلما استسقاها مطرتْ عليه وعلى شعبه مصائبًا. فشهد نكبة فلسطين الكبرى 1948م، وطُرِدَ من قريته الشجرة بين الناصرة وطبرية، واستشهد والده في معارك النكبة، وخرج الفتى يجرّ خطاه نحو لبنان ثم سوريا، رأى بأمّ عينيه كيف يُسلب الوطن، ويستشهد أبطاله، ويُنفى شيوخه ونساؤه وأطفاله، فبقيت عيناه تحملان حزناً دفينًا، وبقي صوته الهادر يستمد حنينه وأنينه وهمسه وجهره من القرى والبلدات والمدن التي استولى عليها المحتلون.
وحين فاض كأسه حنينًا وشوقًا أخذ صوته يلهج بالوطن السليب، يبثّ الأمل في النفوس، ويزرع العزيمة الصلبة، ويصبّ نيران غضبه على الغاصبين، وهو بين ذلك كله يصارع معاناة اللجوء والمنفى، ويستمد من وجع الفقراء في المخيمات لوحات فنية رسمتها ريشته أهازيج وأغاني طالما صدحت بها الإذاعة الفلسطينية من القاهرة وبغداد زمنا طويلاً.