في مثل هذا اليوم تأتى الذكرى الأولى لرحيل عميدة عائلة الحوطي عمّتي منيرة عبد اللطيف إبراهيم الحوطي.
كانت من البشر الذين اصطفاهم الله، محاكاتها همسٌ ولين، وجوارها لا يُرهق، ومصاحبتها لطفٌ وحنان، مرافَقَتها كحامل المِسْك، تَحُفُّه الرياحين، وظلُّ الجنان. هداياها أساور من رضاً ومحبّة، وأداؤها تُقىً وزكاة، وثوبها وشاحٌ من برٍّ ووُدٍّ وإخلاص.
رؤيتها تبشّرُكَ كأنّها اليُسر، ومصاحبتها تكفل قُرّة العين.معانيها شريفة، وألفاظها جميلة، أمّا تقاليدها فهي التسبيح والاستغفار. أعمالها صدْقُ النيّة والقلب والضمير، أمّا روحها فَتِلكَ هي الرفيعة الحُسن.
أمضت حياتها بالخيرات، وانتهجت الأصول بالرحمات فأفاءتْ بظلّها على من حولها بالبركات. رحلت، كقطرة ماء النّدى النقيّة، طاهرةً مطهّرة. ذهبت إلى حيث السلام وفسْحة النور، والرّاحة عند ربٍّ كريم.
أتذكر من طفولتي أن شوكولاتة "فْليك" (وبعض المنتجات الأخرى أيضا) كانت شيئا ثمينا جدا، يُجلب للأحباب "صوغةً" حين القفول من السفر. تلك كانت مقاطعة رسمية حكومية تمنع دخول منتجات الشركات التي لها صلة مع الكيان الصهيوني. وحدث ما نعرفه جميعا: "كل ممنوع مرغوب"، ولقت هذه المنتجات رواجا عظيما. وهذا درس ثمين في فن المقاطعة: المبادرة يجب أن تبدأ من الجماهير، من قاعدة الهرم لا أعلاه.
كبرنا، وجاءت في 2005 أزمة "يولاندس بوستن" التي نشرت رسوما مسيئة للنبي -عليه الصلاة السلام- وأعادت مطبوعات أوربية أخرى نشرها تضامنا معها. فكانت نتيجتها مقاطعة شعبية كاسحة، ومظاهرات غاضبة، وأعمال عنف، بالإضافة إلى تصريحات رسمية شديدة اللهجة. اعتذرت الصحيفة اعتذارا مواربا. هدأت السَوْرة مع الوقت، وعدنا نستهلك الزبدة الدنماركية وكريمات الفيوسيدين!
* * * * *
إذا كان التعليم هو أساس رقي الشعوب ونهضة الأمم ، وبالعلم يتم البناء والإعمار ، وبالعلم تنضج العقول وتولد عظيم الأفكار ، فلابد من الاهتمام بالتعليم والعلم والعلماء والمعلمين .
- والاهتمام بالتعليم يكون عن طريق بناء المدارس والمعاهد والجامعات ، وبأن يكون التعليم بالمجان ، مجانية حقيقية وليست شكلية ، بحيث يُقبل ويَقدر عليه ابن المعدم والفقير ، كما يقبل ويقدر عليه ابن الغني والوزير.
- والاهتمام بالتعليم يكون عن طريق وضع مناهج تعليمية تنبع من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، والبعد كل البعد عن التقليد والنقل غير المدروس لعادات وتقاليد ونظريات بالية ، وعلوم لا نفع فيها ، بل وتتعارض مع مبادئ ديننا وأعرافنا وتقاليدنا.
- أيضاً فإن الاهتمام بالتعليم يكون بالاهتمام بالمعلمين ، ورواتبهم ، ومكافآتهم ، بحيث تغنيهم عن مهانة الدروس الخاصة ، وعلى الجانب الآخر وضع عقوبات صارمة لكل من يبع كرامته من أجل درس خاص أو لمحاباة طالب .. الخ مما يهدر شخصية المعلم ويحط من كرامته وقدره واحترام الطلاب له ، كذلك فإنه من الضرورة بمكان لاعتدال كفة الميزان أن توضع عقوبات أشد صرامة لمن يهين معلماً ، أو يعتدي عليه بقول أو بفعل ، أو يعين على ذلك .
إنّ لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلّ شَيْءٍ عنده بأجلٍ مسمّى.
اللهم ألْقِ على نفوسنا السكينة بمصابنا الجلَل في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح،
الذي انتقل إلى جوار ربّه في يوم الثلاثاء 12 من صفَر 1442هـ الموافق 29 من سبتمبر 2020م.
كلُّ نفسٍ للمنايا فرضُ عين *** أينَ لنا القلبُ الذي ينبضُ أَيْن؟
اللهمَّ لا تحرمنا أجره، ولا تفتِنّا بعده، وأثِبْنا في عَقِبه بفتحٍ قريب.
اللهم أعظمْ أجْرنا، وأدخله جناتك برحمتك يا أكرم الأكرمين.
اللهم نسألُك الرضى في أعزّ مواجعنا، فقد رحل عنّا ونحن في غمرة الخوف وفي أحلكِ الأيّام.
لأنَّ الكلمة بيت المعنى، فإنَّ استعمالها في ضوء معناها يحقق آثاراً حضارية فعّالة، ولأنَّ في الفعل(قُل) تكمن معانٍ متعددة الأبعاد والتأثيرات، تتكثف جميعها في(التكليف) الإلهي لمن يختار هدى الله ــ الذي يتألّق في الفعل(قُل).
والفعل(قُل) له جمالهُ في القرآن الكريم وخصوصيته كذلك، يتمثّل جماله في وحدة صيغته، وتعدّد المعاني الثاوية فيه، على خلاف الأفعال الأخرى التي تتعدّد أشكالها في التعبير عن معنى واحد. أمّا خصوصيته فتتجلّى في أنّه يمثّل لغة( الكينونة الإلهية) في قضايا محددة لا ينبغي حتى للرسول مخالفتها، فالقرآن الكريم في إطار القول فيه مستويان:ــ
المستوى الأول: قول الله تعالى الحقيقي.
المستوى الثاني: قول الله تعالى على الحكاية، (قول ما سواه).
قال تعالى :
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[2] .
وقال سبحانه وتعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)[3] .
وقال تبارك اسمه : (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[4] .
فقد بدأ الله سبحانه وتعالى بنفسه ، وثنى بالملائكة ، وثلث بأهل العلم فناهيك بهذا شرفاً وفضلاً .
فالعلم هو أشرف فضائل الإنسان وذلك من وجهين :
الصفحة 13 من 432