أشاحت وجهها الشاحب متقززة عندما سقط نظرها في أول أيام الشهر الفضيل على جسد راقصة في أحدى المحطات الفضائية ، وهي تقلب القنوات متنقلة بينها للاستماع إلى قراءة القرآن في أحدى هذه القنوات .
بدت الحاجة هادية أكثر ضيقا وامتعاضا، فالسفرة جاهزة وصوت مكبرات المسجد القريب ممنوعة من الكلام بقرار سلطات الجيش التي تحتل المدينة منذ شهور ، فجأة هز صوت انفجار السكون المطبق على المكان ، اختلط الأمر على الحاجة بين صوت مدفع رمضان الذي اعتادت علية المدينة طوال السنوات الماضية وبين انفجار عمارة مجاورة .
في انتظاره كنت ، وبيدي مجلة أتصفحها محاولة أن أشغل نفسي بها دون أن أستطيع أن أركز فيها . أفكر كيف سأقابله بعد التوتر الذي أصاب علاقتي به.
اليوم سأقولها له !
قسوت عليه كثيرا مؤخرا. يا لعنادي
لقد ضغطت عليه لدرجة تاهت كلماته ولم يعد يدري كيف يعاملني أو يكلمني. هو السبب، يتعمد تجاهل مشاعري في أمور يعتبرها ثانوية وأنا أعتبرها أساسية. يتعمد ان يتخذ قراراته دون الرجوع لي، ربما هي طبيعته ولكن لا يمكن أن أسمح له بذلك!
لا يحتاج سوى علبة مشروبات غازية و بوظة لابنه الصغير. أوقف السيارة و ترك المحرك دائرا مع ابنه ذي السنوات الست الذي لا ينفك يمص إصبعه رغم انه يفترض أن يكون توقف عن هذه العادة في هذا السن. يشعل سيجارة جديدة و يحذر ابنه : "كن هادئا، عصا الخيزران تنتظرك إن شاكست".
يدخل البقالة التي اشتراها مؤخرا خريج جامعي لم يجد عملا، و السيجارة في لا تفارق فمه إلا إلى يده.
جلس قبالتي , تفصلني عنه زهريّة فيها وردة واحدة,
حمراءاصطناعيّة !
انشغل عنّي بمطالعة لائحة أسعار الطعام.
رحلتْ نظراتي إلى الركن المُعتم حيث اعتدنا أن نلتقي أحيانا بعدما يعتصرناارهاق الامتحانات الجامعيّة
الفصليّة , وهناك بدا لي أنـّي لمحتُ طيف , لا يفصلني عنه
سوى ذات الزهريـّة لكن بوردة حمراء ذابلة .