مقدمة:
إن علم اللسانيات علم حديث أخذ يشق طريقة في مطلع القرن الماضي بين زحمة العلوم الإنسانية حتى كاد أن يكون في طليعتها وما ذاك إلا لأن موضوعه اللغة, هي ظاهرة فكرية تتصل بالبشر اتصالا وثيقا في كل زمان ومكان بل هي إحدى خصائصهم, وهي التي تميزهم عن غيرهم من المخلوقات, قد نظر هذا القلم إليها نظرات تختلف عما ألفه الناس من أمرها إذ عدها ظاهرة طبيعية تخضع إليه الظواهر الطبيعية الأخرى من اختيار علمي ورأى أن الإشارة اللسانية لا ترتبط بينها وبين ما تشير إليه أي رابط, بل هي تجمع الفكرة أو المفهوم الذهني والتعبير الصوتي عنه, كما أن علاقة الدال بالمدلول إنما هي العلاقة اعتباطية إصلاحية عرفية وضعت باتفاق أفراد أمة ما يستعملون اللغة أداة للتواصل والتفاهم الاجتماعي.
قال أحد أقطاب هذا العلم: إنها مجموعة من العلاقات تحكمها مجموعة من العلاقات وأن معنى الكلام بلغة ما ليس حاصلا من اجتماع معني المفردات فحسب بل يحصل أيضا أن النمط الذي تنتظم فيه هذه المفردات في الجملة اللغوية حسب قواعد محددة إلى غير ذلك من النظريات والأقوال.
وما أتي يد هذا العلم الجديد لم يكن موضع تسليم مطلق من قبل علماء اللغة إذ لم تزل نظرياته موضع نقاش ودراسة, بل إن " تمشوسكي" وهو أحد أقطاب هذا العلم عدل بعضا من أرائه اللغوية مع هذا فإن علم اللسانيات لم يقل ما يريد قوله, ولم يصل بعد إلى ما يبغي الوصول إليه فإنه لفت الأنظار إليه ورأى فيه بعض الباحثين واللغويين جدة وشمولية كمستحقات الاهتمام, فانطلقوا يشيدون بمنجزاته ويهتمون بنظرياته ويعتقدون المؤتمرات والدورات والندوات للتعريف بهذا العلم الحديث وإطلاع من جهة أمر اللغة على ماجد من شؤونه وما سار من خطوات في سبيل الوصول إلى غايته المنشودة.
أتأسى صديقي وتنسى الرفاقَ ؟
أقلبكَ قاسٍ لتنعى الوفاقَ ؟
فرفقا بقومٍ اذا أشتدّ أمرُ
فأنت الوفيّ وصدركَ بحرُ
أتثأر منّا لأجل الرعاةٍ ؟!
قد تبدو الكلمات غريبة بعض الشيء، لذا دعوني أخبركم عن معنى هجين في المعجم العربي، ولن أتطرق لكل المعاجم، إلا أن الغالب حول معنى تلك الكلمة هو أنها نتاج زوجين أو صنفين مختلفين من أي مادة، قالت العرب: الولد الهجين هو من كان أبوه عربياً وأمه أعجمية، وكان ذلك عيباً عند العرب، والأمر مختلف بالطبع الآن، و قالت أيضاً: اللبن الهجين هو اللبن ليس بصريح و لا لبأ، يعني بين بين، والهجين من الخيل: هو ما تلده برذونة من حصان عربي(لسان العرب).
أما العربيزي، فكما ترون أنها منحوتة والنحت في اللغة هو الاشتقاق واختيار حروف الأصل من عدة كلمات ودمجها في كلمة واحدة فنقول: البسملة: بسم الله الرحمن الرحيم، والحوقلة: لا حول ولا قوة إلا بالله، والحيعلة: حي على الصلاة..إلخ.
أخذت السجائر الإلكترونية بالانتشار الواسع على الرغم مما يشاع عن كونها مشابهة في تأثيرها إلى حد قريب للسجائر العادية. من جهة أخرى يروج المصنعون ومستخدمو هذا النوع من السجائر كونها أقل ضررا وقد تساعد إلى حد ما في الإقلاع عن التدخين. وأصدرت الكثير من الدول قوانين تحدد استعمال وبيع هذا النوع من السجائر، بل وضع تحذيرات مشابهة لما يكتب على علب السجائر العادية، وبالمقابل منعت دول أخرى نهائيا ترويج وبيع السجائر الإلكترونية.
في البدء لابد من الإشارة إلى أن جميع الدراسات المتعلقة بالتدخين تشير إلى أن تدخين التبغ بجميع أشكاله سواء أكان سيجارة أم نرجيلة يمثل عامل خطر مستقل مرتبط بالكثير من الأمراض كالسرطان وأمراض القلب والجهاز التنفسي ومشاكل الأسنان والجلد والخصوبة والمناعة. ونتيجة للإدمان على التبغ الناتج عن احتوائه على مادة النيكوتين وصعوبة الإقلاع التي تتكلل بالفشل في ما يزيد عن 75 % من المدخنين، فقد طورت شركات الأدوية الكثير من الأدوية للمساعدة على الإقلاع عن التدخين، منها ما يحتوي على النيكوتين كبديل عن السجائر أو مواد دوائية فعالة أخرى تساعد المدخن على ترك تدخين السجائر، والذي لابد أن يرافَق ببرنامج خاص للإقلاع عن التدخين مصحوب برغبة وإرادة حقيقية لترك التدخين.
حتى لا نصبح عالة على الأدب الشعر علينا أن نحصل على إجازة فيه مثله مثل أي إجازة في دراسة فرع من فروع المعرفة، فنحن نحرص على الحصول على إجازة نعمل بموجبها ونأكل (عيشاً)، ولكننا لا نحرص على حصولنا على الإجازة نفسها عندما نمارس الكتابة نثراً أو شعراً، فيصبح الشعر والأدب عامة لدينا مثل العمل التطوعي بمفهومنا نحن طبعاً، إن فعلته فخير على خير وإن لم تفعله فليس هناك مقابل مادي أصلاً، وما قدمته كثير حتى لو كان قليلاً، وهذا مفهوم خاطئ للعمل التطوعي وممارسة شنيعة بحق الأدب أيضاً، فإما أن تهب له النفيس من الوقت والجهد، وإما أن تنصرف عنه وتتركه لسواك ..فلذلك ترد نماذج كثيرة هي أحوج ما تكون إلى التنقيح والمراجعة والتعديل، وأحوج ما يكون أصحابها إلى الدربة والمراس، وليس ذلك تقليلاً من شأنهم فالناس إما عالم أو متعلم، وأما الصنف الثالث فلا مصلحة لنا بذكره هنا، ومن أراد الاستزادة من ذلك فعليه مراجعة ما نسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه من القول في هذا الباب.
إن القراءة فضلاً عن كونها إحدى مهارات التعلم الأساسية: ( القراءة، والكتابة، والتحدث والاستماع،) هي وقود للكاتب والأديب والشاعر والصحفي والمدرس والخطيب وإمام المسجد ووغيره وهي الرئة الثالثة التي يتنفس منها الإنسان - ويروي د. أحمد زويل في كتابه (عصر العلم) أنه قابل الرئيس الأمريكي بيل كلنتون وأخبره الأخير أنه يقرأ دائماً وأن الكتاب لا يفارقه - والقراءة بلا شك هي الزاد الذي يحرص على تناوله كل من أراد أن يمسك القلم ويكتب، ولا أخص فناً بعينه، برأيي أن يقرأ المشار إليهم أعلاه كل ما يقع تحت أيديهم، ولكن بعضهم يريد أن يكتب باستمرار فتضيق دائرة الكلمات حوله فيكرر ما قاله سابقاً، بأدوات مختلفة، فهو حريص ألا ينقطع عن الإعلام وأن يبقى على صلة بالقراء والمثقفين على اعتبار أن الكتابة قاسم مشترك بينه وبينهم، ولذا يحتار بين أن يطيل القراءة، وينقطع عمّن حوله مشغولاً بقراءته فيأتي بالجديد أو يبقى على تواصل ويقلل من جرعة القراءة فيغيب للقراءة ويحضر للكتابة، وفي الحالتين تعطيل لملكته وموهبته.
الصفحة 24 من 433