"أكتب متيقنا أن الطوفان يقترب، والسفينة محطمة، والموت يدق الأبواب".
هكذا ينهي مصطفى بيومي روايته القصيرة "السيد الأستاذ الدكتور العميد" التي تُعري إحدى بؤر الفساد الجامعي، حيث يكون الراوي شاهدا على سيرة أحد أساتذة الجامعة الذين تدرجوا في المناصب دون وجه حق، متخطيا زملاءه، نتيجة نفاقه لكل رئيس جامعة يحتل كرسي الرئاسة، ونتيجة إشرافه على الجريدة أو النشرة التي تصدرها الجامعة، فيكيل الثناء والمديح لكل رئيس جديد، مبشرا بعهده الذي ستزدهر فيه الجامعة الإقليمية التي يعمل بها لتكون أفضل جامعة في البلاد، واضعا صورته الملونة الباسمة في إطار ذهبي كبير، ولاعنا الرئيس السابق الذي كان سببا في تخلف الجامعة وترديها عن الجامعات الإقليمية المماثلة. وهكذا مع كل وافد جديد على كرسي الرئاسة، ليظل في مكانه عميدا للكلية التي لم يعرف أحد في أوساط تلك الجامعة، وغيرها، لماذا أنشئت أصلا هذه الكلية، التي لها قسم مماثل في إحدى الكليات التابعة للجامعة نفسها.
قراءة في رواية "الحلم المزدوج" للقاصة الفلسطينية دينا سليم
الحلم المزدوج رواية للقاصة الفلسطينية دينا سليم يتصل فيها الواقع بالخيال، وترتبك فيها المكان في مواجهة الزمان، وتتحرك شخوصها في إطارٍ من الوهم والتخيُّل والتخاطر المتواصل، فهي لذلك لا تخلو من الرمز إنْ لم أقلْ تغرقُ فيه، ولكنها لا تبتعد كثيراً عن ملامسة الواقع على نحوٍ تقصد الروائية إليه بعمديتها ووعيها الحكائي.
ضمن سلسلة "آفاق السينما" المتخصصة في مجال الفن السابع, صدر كتاب "السينما وحقوق الملكية" للكاتب "د.ناصر جلال". وقد اعتمد على أن صناعة السينما تتميز بشقين: الإبداع والصناعة التي تستتبع بالمعاملات التجارية.
بتحول الإبداع الأدبي والفنى إلى منتج ثقافي مادي , يبرز الجانب الصناعي والتجاري, وهو ما يوصف بالمصنفات الأدبية والفنية..(القصة والرواية والشعر والمؤلفات الكتابية الأخرى),(الموسيقى-التشكيل والنحت والعمارة-الأعمال التصويرية- ثم المصنفات السمعية البصرية).
( شيءٌ يخصًّ الروح) مجموعةٌ شعريةٌ للأديب الشاعر والروائي شوقي بغدادي..صدرتْ عن اتحاد الكتاب العرب للعام 1996 وتضمُّ 17 قصيدة في 212 صفحة من الحجم المتوسط...صدر له في مجال الشعر ( أكثر من قلب واحد،ليلى بلا عشاق، بين الوسادة والعنق...إلخ) وفي مجال القصة( دربٌ إلى القمة، مهنة اسمها الحلم، بيتها في سفح الجبل...إلخ)
الخفة، والسرعة، والدقة، والوضوح، والتعددية هي أهم ملامح الإبداع في الألفية الجديدة كما يرى الناقد الإيطالي إيتالو كالفينو من خلال محاضراته في الإبداع التي اختار لها عنوان "ست وصايا للألفية القادمة ـ محاضرات في الإبداع" والتي بدأ ينسج خيوطها منذ أول أيام شهر يناير من عام 1985 واكتملت لديه محاضرات خمس، ولم يمهله القدر لإتمام المحاضرة السادسة والتي اختار لها عنوان "الاتساق" حيث رحل في التاسع عشر من سبتمبر من العام نفسه. وقامت زوجته "أستير كالفينو" بإعداد المحاضرات الخمس للنشر في كتاب حيث وجدتها جاهزة على مكتبه، مع المقدمة التي يقول فيها: "نحن الآن في العام 1985 ولا يقف بيننا وبين ألفية جديدة سوى خمسة عشر عاما.
عطر البدايات
حينما كنت في العاشرة من عمري ذهبتُ مع والدي إلى الطبيب في الزقازيق التي تبعد عن قريتنا نحو ثلاثين كيلاً، وفي انتظار عودة الطبيب من المستشفى وجدتُ بعض المجلات، أخذتُ أُقلِّب فيها، فاكتشفتُ عالماً غير الذي أعرفه في الكتب المدرسية الرصينة التي يُدرِّسها لنا المعلمون، وكنتُ أتمنَّى ألا يجيء الطبيب حتى أقرأ المجلات جميعها، التي كانت تحوي صوراً لامعةً، وقصصاً طريفةً، وأخباراً أدخلتني عالماً جديداً.