تهب على العالم العربي بين حين واخر عاصفة ثقافية ، قد تكون فكرية مجردة او ابداعية يقف في الغالب وراءها روائي او اديب او شاعر ، اما انهم يبحثون عن شهرة من خلال طرح عمل ما ايا كان شكله ، يعمل على خلخلة الامن الثقافي والفكري للمجتمع .
او انهم اصلا ينتمون الى شريحة من اوساط فكرية او ابداعية ، اطلقت على نفسها مسمى المثقفين الحداثيين ، قد سمحت لنفسها اجتياز سياج محرمات فلسفة المجتمع السائدة والتسلل عبره منتهكة بذلك منظومة القيم والتقاليد ، وماسة بالموروث العقائدي والفكري ومستبيحة اياه .
جالس في مكتبي ، مر علي أحد الزملاء ، وهو الأخ العزيز "مصعب العتيبي" ، يبدو على تعابير وجهه أنه قد وجد موضوعاً مشتركاً نحمل همه يريد أن يتحدث به ، ففاتحني بـ "هل تعرف RACHEL CORRIE"؟ فقلت له: ومن تكون !
فقال: فتاة أمريكية ، وقفت أمام بلدوزر إسرائيلي في غزة ، لتمنع هدم وجرف بيوت الفلسطينيين، فسحقها بالأرض !
"مرة أخرى" طلبت منه أن يعيد ، لعل أجواء "الحساسية" قد أثرت في سمعي ، فعاد الكره ، وبشرح أطول عنها "RACHEL CORRIE" وعن مجموعتها التطوعية.
لست أدري ماذا أقول عن باريس وماذا يمكن أن يضيف قولي إلى هذه المدينة العظيمة وقد كتب عنها رواد الفكر والرحلة العرب آلاف المقالات ومئات الكتب منذ كتاب الطهطاوي المثير “تخليص الإبريز من تاريخ باريز “ووصولا إلي أديب طه حسين وأيامه وعصفور من الشرق للحكيم والدنيا في باريس لتيمور ورحلة الشرق والغرب للويس عوض والإنسان الأروبي في الجد واللعب لعبد الستار طويلة وكتابات غادة السمان وإحسان عبد القدوس وأنيس منصور وغيرها من الكتب القيمة ،
يعجبني المثل العامي الذي يقول: يا خبر بفلوس..بكرة يبقى ببلاش لأنه يضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بصناعة الإعلام لأن الخبر أهم مميزاته الجدة والطزاجة والآنية، وأما أن تقرأ الخبر الذي يحدث اليوم في صباح اليوم التالي فهذه مصيبة كبيرة، ولا أدري إلى متى ستقاوم هذه الصحف الورقية الغبية التي لاتزال تظن أنها بأخبارها البائتة "تجيب الديب من ديله" في هذا العصر الذي تصلك فيه الأخبار طازجة بالصوت والصورة وبالمجان أيضا، وتستطيع مشاهدتها حتى على شاشة لابتوبك أو جوالك مباشرة،
الولاء المؤسسي هو رغبة الفرد في المساهمة في التضحية من اجل نجاح واستمرار المؤسسة والاستعداد لبذل جهد اكبر والقيام بأعمال تطوعية ومسؤوليات اضافية .
الولاء المؤسسي عامل مهم في زيادة ربحية المؤسسة ،فإذا لم يحب مؤسسته وعمله وكان يعمل مضطرا فهل سينتج، هل سيعطي كل جهده للعمل؟!
إن الإنسان المسلم العاقل المتزن يدعو الله عز وجل ويحاول أن تكون خشية الله ورهبته حاضرة في قلبه حتى يأتي أوامره وينتهي عن نواهيه، فهذه قمة الحكمة حتى تكون الجنة هي الدار، وإلا فإن النار قائلة هل من مزيد بلا شك.
على الأرض - ولله المثل الأعلى - للحكم هيبته ورهبته، لذا فإن ذات حضرة صاحب السمو حفظه الله مصونة لا تمس - كما تشير المادة 54 من الدستور - ولا يقربها من كان،
الصفحة 142 من 433