إذا كان الطريق وعر فإن الأسلم أن تبحث عن الأيسر أو أن تسلك طريقا مختلفا أو أن تترك ما تريد الوصول إلية و تستسلم و تكون الحجة أن الطريق و عر و الوصول لما أريد إلية عسر...و لكن إذا كان الطريق "مسدود مسدود مسدود" فهنا لا يكون لدينا إلا الأمل . و الأمل طاقة نفسية حولت السم دواء و الخمول إبداع و الظلم عدل و أكثر من ذلك رخاء.
1. التلفظ بين اللسانيات و السيميائيات:
ليس للتلفظ مفهوم ثابت ، و متفق عليه بين أوساط اللسانيين و السيميائيين ، و إنما يبدو هذا المفهوم منفتحا على فضاءات بحث عديدة، و لم يقتصر على الميدان السيميائي فقط ، ولذلك نجد مفهوما لسانيا للتلفظ وآخر سيميائيا، وإذا انتقلنا إلى علم النفس، وجدنا مفهوما مختلفا تماما عن سابقيه على الرغم من الاصطلاح الواحدة .
و الظاهر أن هناك عدة إمكانات لمقاربة هذه المسألة ، بحيث نجد بعض البحوث تركز على شروط إنتاج الملفوظات ، و هي شروط ذات تنظيم اجتماعي أو اقتصادي أو تاريخي أو نفسي أو عقائدي ، إلخ . و بإمكانها أن تقدم تفسيرا أو تسهم في إنشاء تأويل مقنع للنصـــوص ، بمعنى آخر . قد يكون الارتداد إلى خارج الخطاب المدروس و سياقاته المختلفة ، خطوة ذات نفعية كبيرة من أجل تحديد أسباب وجود الخطاب و مبررات إنتاجه .
خوفا من عقلها تجد البعض يحلو له أن يضع الأقفال على فمها وعينيها وأذنيها فتغدو لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم وإن حدث فبإذن، وخوفاً من إغوائها وفتنتها يحلو للبعض الآخر أن يزيد فيحكم الإغلاق بنقاب – ولا أقصد هنا من ترتديه بإرادتها لسبب أو لآخر- وهكذا تبدو المرأة فى مكانها " محلك سر " ، لا زالت تطالب بشارع آمن، ومكان عمل آمن ، وحتى "بيت" آمن!
لا زالت بالفعل " محلك سر" تفتقد الأمان فى كل مكان تغشاه، ووسط هذا كله تجد تبريرات جاهزة من الشيوخ والمثقفين لما يمارس تجاه المرأة من قهر .
في وقتنا الحالي، وفي ظل المتغيرات المتسارعة، فإن إدارة التغيير المجتمعي من أهم ما يميز الأمم الفاعلة عن غيرها التي تترك الأمور للصدف والظروف والوقت، حيث ان تطوير المجتمع الكويتي وتحسينه على مختلف الأصعدة، يتطلب منهجية تغيير مُحكمة تناسب ثقافتنا، وتساير امكاناته وقدراته المادية والبشرية، والعمل بهذا النهج يَشترط رؤية واضحة واستراتيجية فاعلة وتكتيكات ناجحة وأهدافا محددة وكوادر بشرية ذات قدرات مُتمكنة، فلا مكان هنا لارتجالية الرؤية وعشوائية التنفيذ.
تعلمنا النظرية السيميائية - مع مدرسة باريس - أنّ هناك متسع للاستزادة الدائمة من مختلف المباحث العلمية ، و بالخصوص تلك التي عرفت مناهجها و مفاهيمها قبولا و اعترافا بين الأوساط العلمية ، إن بدقة مناهجها أو حداثة رؤاها ؛ فالإطار المفهوميّ اللّسانيّ سواء السويسريّ و اليامسليفيّ و الياكوبسونيّ ، و مرفلوجيابروب ، و بنيوية ليفي ستراوس ،
ألطف صورة يمكن رسمها؛ صورة يد طوَّقت ذراع طفل أشعلَ في اللب جمرات حب تبرق أملاً. يد الحاكم تمتد برفق لتحضن راحة يد طفل بعطف أبوي ساحر، فتومض بنقاء ناصع يفتقده كثير من الناس حول العالم.
الصفحة 141 من 433