أبو العلاء المعري شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء، وأحد كبار الشعراء العرب وأعمقهم ثقافة وأرسخهم قدما في علوم العربية والمنطق والفلسفة، وأحد القلائل الذين لهم خبرة بالنفس الانسانية وتقلباتها. ويزيد إعجابنا بسعة ثقافته إذا تقصينا شيئا من ثقافته الفلكية.
يبهر أبو العلاء المعري من له دراية بالفلك، ويحار في الدقة التي يصف بها الشاعر المجموعات النجمية وطلوعها وشروقها الواحدة تلو الأخرى وهو الضرير الذي حرم من متعة النظر إلى السماء !
نعيش أيام شهر رمضان المبارك شهر الخير والنور، والمفترض أن يتوحد المسلمين فيه روحيا ومعنويا ولكن كما هو ظاهر انقسام الناس في هذا الشهر الجليل إلى صنفين:صنف يستغرق طاقته وجهده في القيام والتعبد والأعمال الصالحة وتربية الذات على مقاومة الشهوات ومراجعة النفس الدائمة، وصنف آخر من البشر يغتر برواج تجارة الفضائيات وتجارة الأطعمة بسبب النشاط المتزايد من قبل أصحاب المراكز والمجمعات والمحال التي تطرح أشكال متعددة من العروض والمنتجات ومن جانب آخر أيضا يستعد أصحاب الفضائيات لبث المسلسلات ونشر الفوازير التي لا تراعي في غالبيتها حرمة الصوم ولا قيمة هذا الشهر الفضيل.
لارحنا ولاجينا ياعرب مازلنا نراوح في مرابع خيامنا وصحارينا !
الحمد لله حمدا كبيرا عظيما ، وأخيرا.... صامت المغرب مع السعودية !! ، بعد طول تعب ونصب ، وبعد عقود من الشقاق وقيل وقال ، هذا رمضان مختلف تماما ، المغاربة أنفسهم في مدريد لايكادون يصدقون ! ، ولكن الله سلم ، ويبدو أننا أهل مدريد من المسلمين ولأول مرة نصوم معا ، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم وحده أن يكتب علينا الافطار معا ، فلعلنا نستطيع أن نصلي العيد هذا العام دون تلك الغصة المريرة التي تنغص علينا فرحة عيدنا كل عام .
مازلت أذكر ذلك الشهر شهر أغسطس من عام 1997 حين نعت إلينا جريدة "الحياة" اللندنية رحيل شاعر العربية الكبير محمد مهدي الجواهري ، وهكذا أسدل الستار برحيل الجواهري على آخر عمالقة الشعر الكلاسيكي من طراز بدوي الجبل وبشارة الخوري وعمر أبو ريشة وغيرهم. كنت حينها بمدينة جنيف السويسرية ولم تستطع جنيف ببحيرتها الخلابة ولابنهر الرون وجسوره الأخاذة ولابجزيرة روسو الجميلة أن تبدد الحزن الذي غمر نفسي والأسى الذي سكن روحي وأنا أقرأ الخبر في جريدة الحياة.
الارتجال: هو أداء عمل معيَّن دون استعداد ولا تحضير، واستخدام ما هو حاضر من أدوات لتحقيق هدف معين.
أما الفوضى: فهي الموقف الذي يتَّسم بضعف نظام أجزائه، أو صعوبة التحكُّم به، فإذا ما وُجد هذان التعريفان بمجتمع معين، وأصبحا معرفةً فكرية، ومهارة سلوكية، فلا شك بأن التقوى غائبة، والتناصح مفقود.
تخيَّلوا أن أحدهم قال لزميله -ملاطفا- في ليل رمضان "يا مُفْطر، تبسّم!" فما ردة الفعل المنطقية برأيكم؟
لاحظوا رجاءً أنه قالها في ليل رمضان لا في نهاره، وأنه قالها ملاطفا لا مُغاضبا. ما أظن أن ردة الفعل ستكون سوى التبسُّم وربما الضحك من نباهة الأسلوب وطرافته. فنتبسّم نحن، سيتبسّم حتما الذي وُجهت العبارة إليه، ويكون هذا الشخص قد حقق هدفه وهو حمل زميله على الابتسام بطريقة مرحة وفطينة؛ بطريقة "المزاح الصادق"، فزميله فعلا مُفطر، لكنه مفطر لأنهم في ليل رمضان.
الصفحة 146 من 433